إن الاستراتيجيات التي تبنتها المملكة عموما في قطاع النقل الجوي ، تقوم أساسا على تشجيع الاستثمار والرفع من تنافسية الاقتصاد وإنعاش السياحة ، ولا شك أن جهة الداخلة باتت مدعوة اليوم إلى بلورة هذه الإستراتيجيات جهويا ، والتي تكون مواكبة في مجملها لمختلف الاستراتيجيات القطاعية، خاصة الرؤية الجديدة للسياحة ، إضافة إلى دعم وتكريس موقع جهة الداخلة وادي الذهب كقاعدة للاستثمار واللوجيستيك والمبادلات التجارية ، وكقطب مالي منفتح على العمق الإفريقي كذلك كحلقة وصل مع الدول الأوروبية.
إن الإستثمار في مجال النقل الجوي من شركات الطيران المدني ووكالات الأسفار العالمية وما له من فوائد يقصر المقام عن سردها ، قد يدفع المسؤولين المحليين بجهة الداخلة وادي الذهب إلى طرق أبواب المستثمرين في هذا المجال ، باعتبار أن جهة الداخلة أهم بوابة نحو إفريقيا وقبلة سياحية عالمية ،لما تنعم به من استقرار وأمن وما تتيحه من فرص واعدة في هذا المجال ، يجعلها تحقق مراتب متقدمة في إستقطاب السياح وإنعاش الحركة الإقتصادية والتجارية .
فلا يختلف إثنان بأن جهة الداخلة وادي الذهب ، أضحت من أهم الوجهات السياحية في العالم ، إلا أن الإعتماد على شركة واحدة في مجال النقل الجوي قد يضيع عليها فرصة الإرتقاء بالقطاع وبلوغ المراتب المتقدمة إسوة ببعض المدن السياحة بالمغرب ، فالإنفتاح على شركات جديدة للطيران قد يشكل عنصرا أساسيا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية ، بل و سيحظى باهتمام خاص في التوجهات الحكومية باعتباره رافعة أساسية لتنمية السياحة وانعاش المبادلات السوسيو اقتصادية، مما يتيح خلق فرص الشغل على مستويات عدة .
وفي ذات السياق ، لابد من الإشارة إلى أن المجلس الجهوي بات مطالبا بتبني سياسة طموحة لتحرير النقل الجوي والإعتماد على تحسين شفافية قواعد ولوج هذا القطاع والممارسة داخله وتطوير الربط الجوي عبر تشجيع كثافة الرحلات الحالية وفتح خطوط جديدة وتشجيع مشاريع خلق شركات مغربية ، وإبرام اتفاقيات ثنائية في مجال الخدمات الجوية أكثر تحررا ، فضلا عن الاستغلال الأمثل لأداء العرض الجوي على المستوى الوطني و الدولي بشكل واضح وتحقيق تطور مثمر وملموس لحركة النقل الجوي عموما.