في غفلة من الأسر، تسلّل منتج غذائي إلى موائد المغاربة واكتسب ثقة الكبار قبل الصغار، حتى صار ضيفًا يوميًا في وجبات الفطور والعشاء، دون أن يعلم كثيرون أن ما يُعرف بـ”جبن الشرائح” أو “الجبن القابل للدهن” لا يمتّ في حقيقته إلى الجبن الطبيعي بصلة، بل يُعد قنبلة غذائية موقوتة تهدد القلب والشرايين.
عدد من الأطباء وخبراء التغذية دقوا ناقوس الخطر، محذرين من أن هذه المنتجات الصناعية، التي تُسوّق بألوان براقة وطعم اصطناعي مغرٍ، لا تحتوي على مكونات الأجبان الحقيقية، بل تُركّب كيميائيًا من مزيج خطير يشمل الدهون المهدرجة، والمستحلبات، والمواد الحافظة، وكميات مرتفعة من الصوديوم.
ويرى الخبراء أن استهلاك هذا النوع من “الجبن المزيف” يسهم بشكل مباشر في ارتفاع ضغط الدم، وزيادة خطر الإصابة بالجلطات والأمراض القلبية والدماغية، خاصة لدى الفئات الهشة كالأطفال والمسنين، ما يجعل منه “قاتلًا صامتًا” يتغلغل إلى الجسم عبر ما يُفترض أن يكون غذاءً.
وفي مواجهة هذا الواقع المقلق، يدعو مختصون مغاربة إلى العودة للأصل، أي إلى استهلاك الأجبان الطبيعية الصافية، مثل الجبن البلدي، والفيتا، والموزاريلا، والبارميزان، مشددين على ضرورة تعزيز الوعي الغذائي داخل الأسر، في ظل زحف المنتجات المصنعة التي تُضلل المستهلك بمظهرها الجذاب، بينما تخفي خلفه مواد تُفتك بالصحة ببطء وهدوء.