عمال “وحدات تصبير وتعليب السمك” غير مؤهلين للتعامل مع المواد الخطرة (غاز الأمونياك)

هيئة التحرير2 مايو 2023آخر تحديث :
عمال “وحدات تصبير وتعليب السمك” غير مؤهلين للتعامل مع المواد الخطرة (غاز الأمونياك)

أحمد ول الطلبة

أعادت حادثة موت ستة عمال بمعمل CONSERVERIE DE OUED EDDAHAB بسبب غاز الأمونياك القاتل ، النقاش العام حول مدى أهلية العمال للتعامل مع المواد الخطرة في مثل هذه المصانع ، حيث بات التأكيد على أهمية توفر شروط الصحة والسلامة المهنية في بيئة العمل مطلبا أساسيا يجب أن يتوفر في الشركات والمعامل لاسيما مصانع تعليب وصناعة دقيق السمك ، فالكثير من العمال لا يدركون شيئًا عن خطورة المواد الخطرة التي يتم إعتمادها ، خصوصا غاز الأمونياك .

إن حادثة اليوم المأساوية كشفت عن فجوات في مجال السلامة والصحة المهنية، سواء من حيث عدم قدرة الجهات الرسمية على فرض رقابتها على معظم المصانع ومواقع العمل، أو من حيث قواعد وحدود مسؤوليات صاحب العمل عن توفير شروط وبيئة العمل اللائقة والآمنة في مواقع العمل والحمايات اللازمة للعمال من أخطار العمل ، ومسؤوليته عن التقصير في توفيرها، فضلا عن مدى قدرة التشريعات وإجراءات القطاع الوصي بردع المخالفات المتكررة بشأن السلامة والصحة المهنية .

وحسب ما إستقيناه من العاملين بالقطاع ، تأكد لنا ، أن جل العمال “يفتقدون لوسائل السلامة العامة وغير مؤهلين للتعامل مع مثل هذه الحوادث الخطرة ، مع إلحاحهم بضرورة التكوين والتأهيل في هذا المجال حتى يتسنى لهم التعامل مع مثل هذه الحوادث الخطيرة وسبل النجاة منها ”.

وتجدر الإشارة أن الحي الصناعي في الداخلة يحتوي على مصانع مهمة جدا ، يعتمد البعض على غاز الأمونياك القاتل ، ومع ذلك لا تتوفر فيها مراكز إسعاف مهيأة للتعامل كما يجب مع هذه الظروف الخطيرة ، وهذا بطبيعة الحال من الدلائل المتوافرة على وجود تقصير وإهمال في الصحة والسلامة المهنية”.

وعلى هذا الأساس يرى البعض أنه بات من الواجب الإشارة إلى إن خطورة غاز الأمونياك لا تتوقف على استعماله فقط ، إنما أيضاً في مناولته وتخزينه ، لذلك فإن أول خطوة يمكن أن تساهم في تخفيف الخطورة، هي معرفته من حيث خواصه الطبيعية ونتائج تفاعله مع المواد الأخرى ، بالإضافة الى معرفة كيفية التعامل معه وقت تسربه ، فمن واجب إدارة المنشأة أو المصنع ، التأكد من منع استخدام أي مادة غير معروفة ولا تحتوي على طريقة الاستخدام الموضحة والمعلومات الضرورية الخاصة بها .

إن حادثة اليوم تجعلنا نجزم أن “المصانع” المعتمدة في عملها على غاز الأمونياك ، تشكل قطعا مخاطر مهنية خاصة على عمالها ، أهمها تعرضهم لأبخرة وغازات بأنواعها المختلفة خلال العمل ، التي لها تأثيرات مرضية خطيرة على العاملين ، في الوقت الذي توجد غالبية كبيرة من العمال لا تستخدم أي أداة من أدوات الوقاية للتخفيف من استنشاق هذه الغازات في حال تسربها.

وفي ذات الساق تحدث أحد المهتمين بالشأن العام المحلي لجريدة الساحل بريس ، مفتتحا حديثه بسؤال : هل يُزَودُ العامل الذي يعمل في مصانع تستعمل غاز الأمونياك ، بأقنعة واقية للوجه مزودة بالأكسجين أو أجهزة تنفس مزودة بالأكسجين ؟ بطبيعة الحال لا مضيفا أن حادثة اليوم المأساوية كانت “متوقعة منذ فترة لعدم توفر جل المعامل على أدنى مستلزمات السلامة العامة للعمال ”.

وإختتم المتحدث ، بالقول أن أرقام حوادث الشغل تواصل ارتفاعها ، بين الإصابات العرضية والعاهات المستديمة ، وانضاف إليها الحوادث المترتبة عن تسرب غاز الأمونياك القاتل بمعدل يجعل باب النقاش مفتوحا أمام الجهات المعنية والقطاع الوصي لوضع حد لمثل هذه الحوادث الخطيرة .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة