كفى من استغلال الملك العمومي: نحو مغرب جديد يحترم الفضاءات العامة و الصرامة في تطبيق القوانين

هيئة التحرير22 فبراير 2025آخر تحديث :
كفى من استغلال الملك العمومي: نحو مغرب جديد يحترم الفضاءات العامة و الصرامة في تطبيق القوانين

شاشا بدر

في مختلف مدن وقرى المغرب، أصبح احتلال الملك العمومي ظاهرة متفشية تعيق السير العادي للحياة اليومية وتؤثر سلبًا على جمالية المدن وتنظيمها. من الأرصفة التي احتلتها المقاهي حتى أصبح المشاة مضطرين إلى السير في الشارع، إلى المحلات التجارية التي توسعت إلى حدود الطرقات، نرى كيف أن الفضاءات العامة أصبحت مستباحة دون رادع حقيقي.

الملك العمومي للجميع وليس لفئة معينة

إن الفضاءات العامة، من أرصفة وشوارع وساحات، وُجدت لتكون ملكًا للجميع، لا ليتم استغلالها من طرف بعض الأفراد لمصالح شخصية. فمن غير المقبول أن تتحول الأرصفة المخصصة للمارة إلى امتداد للمقاهي، مما يضطر الناس إلى المشي وسط الشارع وتعريض حياتهم للخطر. كما أن المحلات التي تخرج بضاعتها إلى الشارع تعيق الحركة وتشوه المنظر العام، وتُحدث فوضى تؤثر على النظام العام.

حملات موسمية لا تكفي

كلما تم الحديث عن تحرير الملك العمومي، نرى تدخلات موسمية من السلطات المحلية، حيث يتم القيام بحملات محدودة في بعض المناسبات، ليعود الوضع إلى ما كان عليه بعد أيام قليلة. هذه الحلول المؤقتة لم تثبت فعاليتها، ولا يمكنها أن تضع حدًا لهذا الاستغلال العشوائي. الحل الحقيقي يكمن في تفعيل مراقبة يومية ومستدامة، تضمن احترام القانون، وتجعل الجميع يعي أن الفضاء العمومي ليس ملكًا خاصًا، بل هو مرفق عام يجب الحفاظ عليه.

الحاجة إلى قوانين صارمة وتطبيق فعلي

رغم وجود قوانين تمنع احتلال الملك العمومي دون ترخيص، إلا أن غياب الصرامة في تطبيقها جعل المخالفين يتمادون في التجاوزات. يجب أن يكون هناك تطبيق حازم للعقوبات ضد المخالفين، مع تحفيز ثقافة احترام الفضاءات العامة. كما أن على المواطنين أن يكونوا جزءًا من الحل، من خلال التبليغ عن التجاوزات والمساهمة في خلق وعي جماعي حول أهمية الحفاظ على النظام العام.

نحو مغرب جديد يحترم فضاءاته

نحن اليوم أمام فرصة لبناء مغرب جديد، حيث يسود النظام والاحترام، ويتم استغلال الفضاءات العامة بطريقة منظمة وعادلة. هذا يتطلب تضافر جهود الجميع، من سلطات ومجتمع مدني ومواطنين، للعمل على الحد من هذه الظاهرة التي تؤثر على صورة المدن وتعيق التطور الحضري.

نعم لمراقبة يومية مستمرة، نعم لقوانين تطبق بصرامة، نعم لمجتمع يقدر الفضاءات العامة ويحافظ عليها. فالمغرب الذي نطمح إليه هو مغرب يحترم فيه الجميع القانون، ويتمتع فيه المواطن بحقه في المشي بأمان على رصيفه، دون عراقيل أو تجاوزات.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة