بقلم محمد الدي
عرف شهر يونيو الحالي مجموعة من التظاهرات التي حركت شريان المدينة خصوصا بعد مجموعة من الأحداث التي ألمت بها وقبلها كانت الجائحة قد تسببت في إلغائها أو تأجيلها لتعود المدينة النشيطة إلى الواجهة بعد فترة الركود والسبات العميق لم يعهده سكان عروس الجنوب .
ففي الشق السلمي الإنساني فقد احتضنت المدينة بداية شهر يونيو السعيد فعاليات الملتقى الدولي السابع عشر لمبادرة إتحاد الأديان والذي هدف منظموه إلى تعزيز السلام والعدالة عبر بوابة الداخلة وذلك من خلال إشراك الناس في سد الخلافات الدينية والثقافية والعمل معا من أجل خير مجتمعاتهم والعالم والتي كان الغرض منها تعزيز التعاون الدائم واليومي بين الأديان، وإنهاء العنف ذي الدوافع الدينية، وخلق ثقافات السلام والعدالة وتضميد الجراح كخطوة أولى لفرش الورود للملتقيات القادمة.
في الشق الإقتصادي تم استقبال وفود من دول أجنبية بمقر إقامة السيد الوالي لامين بنعمر وكذلك بالمجلس الجهوي والذين عبرو في كل فرصة عن “إعجابهم” بفرص الاستثمار بالداخلة، مؤكدين استعدادهم لتدارس وتقييم إمكانيات الاستثمار في مختلف القطاعات الإنتاجية، ومبرزين أن العديد من الشركات الأجنبية مهتمة بالاستثمار في هذه الجهة كذلك تم تنظيم فعاليات المنتدى الإستثماري المغربي الإسباني الذي نظمه المجلس الجهوي بمدينة الداخلة بشراكة مع وزارة التجارة والصناعة بقصر المؤتمرات والذي عرف حضور شخصيات وازنة ومستثمرين إسبان أكدو على ضرورة الإسثمار بمدينة الداخلة نظير المؤهلات التي تزخر بها.
أما في الشق الإجتماعي استقبلت المؤسسة الرائدة في الأعمال الإجتماعية كينغ بيلاجيك وفدا رفيع المستوى من دولة التشيلي يضم مجموعة البرلمانيات ورئيسات الجمعيات ومستثمرين حيث قدمت مديرة المؤسسة خلاله عرض مفصل عن مختلف الأنشطة التي قامت بها مجموعة كينغ بيلاجيك والتي تمثل مسؤولية اجتماعية للمجموعة ليتم التوجه إلى الفضاء التسويق التضامني و الأول من نوعه بمدينة الداخلة بحي القسم والذي يضم مجموعة من المنتوجات المحلية التقليدية والذي يساهم في تسويق منتوجاتهم المجالية و انعاش الاقتصاد الاجتماعي .
في الشق السياسي أكد خلاله حزب التجمع الوطني للأحرار بالداخلة علو كعبه بتنظيم مؤتمراته الجهوية بما فيها الهياكل الموازية للحزب الشبيبة التجمعية ومنظمة المرأة التجمعية ومرحلة الداخلة منبع هذه الإنطلاقات على الصعيد الوطني والذي عرف حضورا وازنا والمتمثل في مكتبه السياسي ووزرائه ونوابه البرلمانيين من كل حذب وصوب حيث تم إنجاح ثلاث محطات حزبية في هذه المدة الوجيزة لتحلق الحمامة عاليا في سماء الداخلة الزرقاء.
وفي شقها الفني الإبداعي تم تنظيم مهرجان الداخلة الدولي للفيلم والذي تلقى إشادات واسعة من طرف مختلف فعاليات المدينة، التي أجمعت على أن المهرجان كان مميزا من الناحية التنظيمية أو نوعية الأفلام المتسابقة كما تميزت الدورة بحضور قوي للأفلام الإفريقية وساهم المهرجان في إشعاع القارة، ومهرجان الداخلة للفيلم كان أحد أوجه هذا الإشعاع بورشاته التكوينية وبعروضه المستمرة والمتواصلة طيلة الثلاثة أيام حيت تم تكريم مجموعة من الممثليين والمخرجين وما ميز هذه الدورة عن سابقاتها هو تواجد أفلام حسانية لمخرجين ينحدرون من مدن الجنوب .
كما كانت هذه التظاهرات الدولية مساهمة بشكل كبير في إنعاش الإقتصاد المحلي واستفادة أبناء المنطقة من فرص العمل في هذه الفترة إعلاميا أمنيا لوجيستيكيا تنظيميا وخدماتيا وكانت الحركة الجوية بمطار الداخلة عرفت نشاطا كبيرا خلال هذه الفترة منذ استئناف الرحلات الجوية بعد الجائحة باستقبال نسبة كبيرة من الوافدين إلى المدينة وذلك لإنعاش السياحة بالجهة .
ففي هذه المدة الوجيزة والمقدرة بشهر من الدينامية والتظاهرات الدولية يمكننا القول أن مدينة الداخلة قد احتلت الصدارة بين أنشطة المدن العالمية في شهر يونيو وستقارع كبار المدن مستقبلا .
