بدر شاشا
تقترب أجواء العيد، وتتزين الأسواق بألوانها المبهجة وروائح الفواكه والحلويات تملأ الأفق. ومع اقتراب هذه المناسبة المباركة، يتساءل الكثيرون عن مدى استعدادهم للاحتفال وشراء ما يلزم لإعداد الوجبات اللذيذة وشراء الهدايا لأحبائهم. ولكن بينما يتحمس البعض للاحتفال، يعاني الآخرون من الحرمان والعوز، خاصة الفقراء الذين يجدون صعوبة في شراء ضحية العيد، الخروف.
تشكل ظاهرة خروف الشناقة واحدة من أبرز التحديات التي تواجه الفقراء خلال موسم العيد. فبدلاً من شراء الأضاحي من الأسواق الرسمية بأسعار معقولة، يضطر البعض إلى شراء الأضاحي من البائعين غير المرخصين، الذين يعرضون الأغنام بأسعار مرتفعة جداً وبجودة مشكوك فيها. يصبح هذا الخيار الوحيد بالنسبة للفقراء الذين لا يملكون القدرة على تحمل تكاليف الأضاحي التقليدية.
تعتبر هذه الظاهرة مشكلة اجتماعية خطيرة تتسبب في زيادة الحرمان والفقر، إذ تعرض الفئات الضعيفة للاستغلال المالي من قبل بائعي الأضاحي غير المرخصين. وكذلك في أغلب الأسواق يرفع هؤلاء البائعين الأسعار إلى مستويات غير معقولة، مستغلين حاجة الناس إلى ضحايا العيد وتأثيرها النفسي الكبير.
يؤدي شراء الأضاحي من البائعين غير المرخصين إلى عدم دفع الضرائب للدولة، مما يؤثر سلباً على الاقتصاد المحلي ويقلل من الموارد التي يمكن استخدامها لتحسين الخدمات العامة وتقديم المساعدات للفئات الضعيفة.
بالنظر إلى هذه الواقعة، يجب على الحكومات والمؤسسات الاجتماعية العمل بجدية للحد من هذه الظاهرة وضمان توفير ضحايا العيد بأسعار معقولة وبجودة مضمونة. وعلى المستوى الفردي، يمكن للأفراد دعم الفقراء عن طريق التبرع للجمعيات الخيرية أو شراء الأضاحي وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين في المجتمع. إن التضامن والتعاون المجتمعي هما السبيل الوحيد للتغلب على هذه الظاهرة وضمان أن يكون العيد فرحة حقيقية للجميع، دون استثمار غير أخلاقي على ظهر الفقراء.