تجري الأشغال على قدم وساق لإنهاء التحضيرات داخل المستشفى الجامعي لمدينة طنجة، الذي من المقرر أن يكون الأكبر من نوعه في إفريقيا، وذلك بعد تعثر افتتاحه عدة مرات أبرزها خلال جائحة كورونا سنة 2020، إذ من المنتظر هذه المرة تدشينه من طرف الملك محمد السادس المتوقع أن يزور مدينة البوغاز مباشرة بعد عيد الأضحى.
وأكدت مصادر عليمة وجود حالة استنفار داخل المستشفى الجامعي من أجل إتمام ما تبقى من تحضيرات لاستقبال العاهل المغربي، مضيفة أن هذا المرفق الصحي مجهزة منذ مدة غير قصيرة لكن موعد تدشينه ظل يتأجل مرارا، غير أنها أكد أنه موجود هذه المرة ضمن أجندة الزيارة الملكية التي تشمل افتتاح عدة مرافق بالمدينة.
ووسط شوارع طنجة بدأت علامات الاستعدادات لاستقبال الملك محمد السادس تبرز بشكل أكبر خلال الأسبوع الجاري، حيث جرى إتمام أشغال تجهيز العديد من الأرصفة بوسط المدينة كما انطلقت عمليات صباغة الواجهات وتجديد علامات التشوير الطرقية، ويُتوقع أن يدشن الملك مجموعة من المرافق الصحية الأخرى من بينها مركز صحي بمقاطعة بني مكادة ومركز لذوي الاحتياجات الخاصة.
وكانت الحاجة للمركز الاستشفائي الجامعي قد برزت صيف سنة 2020 حين قررا السلطات الصحية إغلاق مدينتي طنجة وتطوان بشكل نهائي بسبب سرعة انتشار وباء “كوفيد 19” فيهما، وبسبب الارتفاع القياسي في الحالات اضطرت سلطات طنجة إلى تحويل ملعب “ابن بطوطة” إلى مستشفى ميداني، كما كان يجري استقبال المرضى وسط المساحات الغابوية.
وحينها اعترف وزير الصحة، خالد آيت الطالب، في ندوة صحفية بتاريخ 27 يوليوز 2020، بالحاجة إلى المستشفى الجامعي، وقال إن الأشغال فيه تمضي بوتيرة سريعة في سبيل افتتاحه قبل متم السنة، وذلك بعد عقد اجتماع بخصوصه خلال اليوم نفسه، لكن هذا الأمر لم يتم بعد مرور حوالي 3 سنوات على تصريح الوزير.
وبدأت الأشغال في المركب الاستشفائي الجامعي سنة 2015، بتكلفة حُددت في 2,3 مليارات درهم، وأعطيت انطلاقة أوراشه من طرف الملك محمد السادس، وكان يفترض أن تنتهي جميع مراحل إنجازه في شتنبر من سنة 2019 على أن يُفتتح في العام نفسه، علما أن مساحته الإجمالية تبلغ 23 هكتارا وقدرته الاستيعابية تصل إلى 771 سريرا.
وخلال عرض المشروع أمام العاهل المغربي تم التركيز على أنه “مستشفى مرجعي من الجيل الثالث”، ووفق معطيات وزارة الصحة فإنه يضم عدة أقطاب منها القطب الطبي الجراحي وقطب الأم والطفل وفضاء للعمليات مكون من 15 قاعة وقاعة خاصة بضحايا الحروق، بالإضافة إلى قسمي المستعجلات ورفع الصدمات، بالإضافة إلى مختبر مركزي.