نزار بركة: الشباب فقدوا الأمل… والسياسة فقدت بريقها

هيئة التحرير5 أكتوبر 2025آخر تحديث :
نزار بركة: الشباب فقدوا الأمل… والسياسة فقدت بريقها

في خطوة تعكس جرأة في الخطاب ووعياً بحساسية المرحلة، أقر نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال ووزير التجهيز والماء، بوجود أزمة ثقة متنامية بين الشباب والمؤسسات، مؤكداً أن “الإحساس بانسداد الآفاق وفقدان الأمل في المستقبل واقع لا يمكن إنكاره”.
وحذّر بركة، خلال لقاء تواصلي نظمه الحزب يوم السبت 4 أكتوبر 2025 بمقره في الرباط، من أن هذا المناخ من الإحباط “بات يُستغل من بعض الجهات لترويج مغالطات خطيرة، تدعو إلى إلغاء المؤسسات التمثيلية والعودة إلى نقطة الصفر”، في إشارة إلى تصاعد الخطاب الرافض للمشاركة السياسية التقليدية.

وأوضح الوزير أن أداء الحكومة لم يرقَ إلى مستوى انتظارات الشباب، خاصة في مجالي التعليم والصحة، مشيراً إلى أن حزب الاستقلال كان واضحاً منذ البداية حين حذّر من “صعوبة تحقيق وعد تشغيل مليون شاب خلال هذه الولاية الحكومية”. وأكد أن الشباب اليوم “لا يبحث فقط عن فرص الشغل، بل عن إيمان حقيقي من الدولة بقدراته وإرادته في التغيير”.

وفي قراءته لأبعاد الأزمة، شدّد بركة على أن فقدان الثقة ليس اقتصادياً فقط، بل قيمياً في جوهره، داعياً إلى “ترسيخ ثقافة الجدية والمسؤولية والاستحقاق وربط المسؤولية بالمحاسبة”، معبّراً عن استعداده لتقديم حصيلة وزارته ومساءلة أدائه الشخصي، في إشارة لافتة إلى غياب روح المحاسبة داخل بعض القطاعات الحكومية.

كما عرض جملة من المؤشرات التي تعكس حجم المجهود المالي المبذول، مبرزاً أن الحكومة تخصص سنوياً 110 مليارات درهم لقطاعي الصحة والتعليم، و100 مليار درهم لتحسين الدخل، و12 مليار درهم لصندوق المقاصة، لكنه تساءل بلهجة نقدية: “هل يشعر المواطن فعلاً بوقع هذه الأرقام في حياته اليومية؟”.

وأكد بركة أن المسؤولية اليوم تقع أولاً على الحكومة لاستعادة ثقة المواطنين، خاصة الشباب الذين بدأوا يشعرون بأن السياسة لم تعد تعبّر عن مصالحهم ولا تحاكي تطلعاتهم، مضيفاً أن “النقاش حول المستقبل لا يمكن أن يتم من داخل الغرف المغلقة، بل عبر انفتاح حقيقي على صوت الشباب”.

واختتم الأمين العام لحزب الاستقلال مداخلته بالتشديد على أن الحزب “لن يتخلى عن موقعه داخل الأغلبية، لكنه في المقابل لن يصمت أمام الاختلالات”، في إشارة واضحة إلى رغبة الحزب في الحفاظ على توازنه بين الالتزام الحكومي والنقد البنّاء.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة