قد لا يختلف إثنان أنه في ظل ما تعيشه مدينة الداخلة من ضعف في مجال التزود بالماء الصالح للشرب والإنقطاعات المتكررة والإنفجارات المتكررة لبالوعات الصرف الصحي هنا وهناك ، بات من الضروري معها ، فتح المجال أمام الشركات والمؤسسات في إطار التدبير المفوص إلى الاستثمار في أنظمة إدارة المياه والصرف الصحي وخدمات النظافة العامة بإعتبارها أولوية رئيسية للمدينة وساكنتها ، فلا يخفى على أحد أن الأمن المائي والنظافة وتحديث قنوات الصرف الصحي يمثل أهمية قصوى لساكنة المدينة ، ليس بهدف تحقيق ما تصبو إليه الساكنة فقط ، ولكن أيضا لضمان التنمية الاجتماعية والاقتصادية والدفع بعجلة التنمية خصوصا وأن الداخلة باتت محط أنظار العالم لأجل الإستثمار .
فالمدينة تواجه وضعا صعبا فيما يتعلق بالصرف الصحي والإرث الثقيل الذي تركته المجالس المنتخبة الماضية التي لم تحرك ساكنا في هذا الشأن ، إضافة إلى شح الموارد المائية وضعف الصبيب خلال اليوم الواحد في مجموعة من الأحياء ، بل الأدهى من ذلك أن الماء إختلط بالصرف الصحي في أحياء أخرى ، وهذا ما يهدد صحة الأطفال دون الكبار بسبب ما قد ينتج عن ذلك من أمراض عن طريق استخدام مياه الشرب الملوثة وتدني مستوى النظافة ، إضافة إلى الإفتقار إلى مياه الشرب النقية، وضعف خدمات الصرف الصحي الجيدة .
ويُعد الافتقار إلى المياه سببا من الأسباب المانعة لتشجيع الإستثمار المحلي ، زد على ذلك نقص جودة الصرف الصحي الذي يتسبب في مشاكل صحية وانتقال العدوى بين الفئات العمرية خصوصا الأطفال الشيوخ والنساء الحوامل ثم الأشخاص الذين يعانون أمراضا تنفسية مزمنة .
إن المجالس المنتخبة بجهة الداخلة مدعوة اليوم إلى إيلاء الإهتمام الكبير بقضايا المياه ، الصرف الصحي والنظافة ، باعتبارها جزء مهم لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في الجهة عموما ، و الرفع من كفاءة استخدام المياه من خلال التكنولوجيا الحديثة ، وتحديث قنوات الصرف الصحي تماشيا مع التطور الحاصل في البنية التحتية والتركيز على النظافة داخل الأحياء السكنية عبر التعاقد مع شركات تفوض لكل واحدة منها نظافة حي واحد ، وتشكيل لجان تتبع ومراقبة ، وتوزيع حاويات الأزبال بكل الأحياء التي تتوفر فيها معايير الملائمة والصحة والإستدامة .
إن مشكل المياه والصرف الصحي والنظافة ليست مسؤولية مجلس عن أخر بل هي مسؤولية الجميع ، فتظافر الجهود بات ضروريا لحلحة هذه المشاكل القديمة العهد ، والتي لابد وأن تحل خدمة للصالح العام ودفعا لعجلة التنمية وتشجيعا للإستثمار المحلي الوطني و الأجنبي .