تحولت تبرعات لحوم الأضاحي إلى تجارة يقدم عليها بعض المتسولين بكافة المدن المغربية الكبرى، حيث يتم تحصيل أموال مهمة من هذه العملية التي تحولت إلى تجارة يحترفها البعض في كل سنة.
ورغم موجة الحرارة المفرطة خلال أيام عيد الاضحى ، فقد انتعشت تجارة لحوم صدقات الاضحية،بشكل كبير جدا بكافة المدن المغربية الكبرى، حيث يقوم عدد من المتسولين وخصوصا المحترفين منهم باللجوء لطرق أبواب البيوت متذرعين بأنهم لم يضحوا ويجمعون بالتالي كميات كبيرة من اللحوم يعمدون على إعادة عرضها وبيعها للراغبين في ذلك بعدد من الأسواق أو النقاط التي باتت معروفة كدوار العسكر وباب دكالة وباب الخميس بمراكش وسوق العفاريت بالدار البيضاء، وبوشريط بالجديدة وبالضبط قرب (مسجد حمو بلعباس)، حيث يتم عرضها جملة أو على شكل عرارم (جمع عرام بدارجتنا المغربية) وبأسعار تقل بشكل كبير عن أسعار محلات الجزارة ما يجعل عددا من المستهلكين وأحيانا التجار يقبلون عليها.
والغريب، هو الاقبال الكبير على بيع وشراء لحوم مشكوك في سلامتها الصحية، ويعتمد السعر على التفاوض بين البائع والمشتري ولمنطق «المعاينة » إذ يتحسس كل من يرغب في شراء لحوم الاضاحي المتخلى عنها باليد ويقترح سعرا زهيدا على حاملها حيث لا يتجاوز الثمن 35 درهم على الأكثر.
وحذر خبراء الصحة من تداول لحوم عيد الأضحى، والتي يتمّ التبرع بها للفقراء والمحتاجين، في بعض أسواق المدن، حيث يُقدمها المتسولون بأسعار زهيدة تغري الطبقات الفقيرة، دون مراعاة لسلامة هذه اللحوم ومخاطر تلوثها.
ويجعل كرم المغاربة يقدمون على التصدق ببعض الكيلوغرامات من لحم أضحيتهم للفقراء، استجابة لطلبات من يعتبرون معدمين وذوي حاجة، في حين أنهم يقومون بإعادة بيعها، وهو ما يجعل من العملية برمتها تدخل في خانة الاحتيال والاستغلال المتسولين لكرم المتتصدقين الذين يتبرعون بجزء من لحوم الأضحية للمعوزين وفق ما ينص عليه ديننا الحنيف.