انفجرت في أروقة مجلس المستشارين قضية جديدة أثارت جدلاً سياسياً واسعاً، بعد الكشف عن صفقة تأمينات ضخمة بلغت قيمتها مليار سنتيم. الصفقة، التي أشرف عليها الرئيس السابق للمجلس النعم ميارة قبل فسخها، مُنحت بشكل مستعجل لوكالة يملكها البرلماني عبد اللطيف الأنصاري، ما أطلق سيلاً من التساؤلات حول خلفياتها وأهدافها.
وتفيد مصادر متطابقة أن هذه الصفقة لم تكن مجرد إجراء إداري، بل كانت جزءاً من تحالف سياسي بين ميارة وعائلة الأنصاري سعياً لتأمين دعمهم في مواجهة نزار بركة خلال صراع الأمانة العامة لحزب الاستقلال. غير أنّ موازين القوى تغيّرت سريعاً بعدما أبرم بركة تحالفاً مع محمد ولد الرشيد، أحد أبرز القيادات الاستقلالية في الصحراء، ما أدى إلى انهيار التحالف القديم وتراجع الأنصاريين عن دعم ميارة.
في المقابل، يتحرك محمد ولد الرشيد اليوم داخل المجلس لإعادة ترتيب المشهد، عبر رفض تمرير صفقات مشبوهة ارتبطت بفترة رئاسة ميارة، فضلاً عن ملفات تعود إلى عهد حكيم بنشماش. وتأتي هذه التطورات فيما يواجه ميارة تحقيقات تتعلق بتدبيره السابق للمجلس، وسط دعوات متزايدة لتعزيز الشفافية والرقابة على مؤسسة توصف بأنها بعيدة عن آليات المحاسبة الصارمة.