بدر شاشا
أصبحت ظاهرة بيع الهواتف الذكية على الأرصفة وفي الشوارع مألوفة في كثير من المدن، حيث يتفنن بائعو الهواتف المتنقلة في جذب المارة، مقدّمين عروضًا وأسعارًا مغرية قد تدفع الكثيرين إلى الشراء. لكن هذه الأسواق العشوائية تتخللها العديد من المخاطر، خاصة أن كثيراً من البائعين يستغلون هذا المجال للنصب والاحتيال، ليجد الزبون نفسه عالقاً في دوامة من الخداع، فإما يحصل على جهاز مقلد أو معطل، أو يُباع له هاتفٌ مسروق أو غير صالح للعمل.
وفي ظل انتشار هذه الظاهرة، يمر أشخاص يدّعون أنهم يريدون بيع هواتفهم الخاصة بسبب حاجة مالية أو رغبة في استبداله بنموذج أحدث. قد يبدو هذا العرض مغرياً للمشتري، لكن هذه الصفقات السريعة غالباً ما تكون واجهة لعمليات احتيال مخفية. فقد يقدم البائع هاتفًا مغشوشًا، أو يُظهر نموذجًا أصليًا ومن ثم يستبدله بنسخة مقلدة قبل إتمام الصفقة، أو حتى يعطي هاتفاً قد يكون مسروقاً دون أن يدري المشتري، ما يعرضه لمشاكل قانونية.
أما عن الأجهزة نفسها، فالكثير من الهواتف التي تُباع على الأرصفة قد تكون ذات جودة متدنية أو تحتوي على عيوب مخفية. وفي بعض الأحيان، تكون الهواتف قديمة لكن تم تجديدها بطرق غير احترافية، مما يؤدي إلى مشاكل تقنية مثل ضعف الأداء أو قصر عمر البطارية. وقد يُفاجأ المشتري، بعد مرور بعض الوقت، أن الهاتف يعاني من خلل متكرر أو لا يدعم التحديثات اللازمة.
ومن أساليب الاحتيال المنتشرة، أن يعرض البائع هاتفًا ويشرح مميزاته، ثم يستغل غفلة الزبون ليستبدل الهاتف بهاتف آخر مشابه ولكنه بجودة أقل أو بمشاكل تقنية متعددة، مستفيدًا من أن المشتري لن يلاحظ الفرق إلا بعد فترة من الاستخدام. وهناك من يبيع هواتفًا محملة ببياناته الشخصية أو ببرامج خبيثة، تعرض خصوصية المشتري للخطر، خاصة إذا كان يظن أن الهاتف جديد أو قد تم مسحه بشكل كامل.
يضاف إلى ذلك أن كثيراً من عمليات البيع هذه تتم بلا ضمان، ما يجعل المشتري عالقاً إذا ما ظهر أي عطل في الجهاز. فالبيع العشوائي لا يترك أي وسيلة للمشتري لاسترجاع ماله أو إصلاح هاتفه، خاصة وأن البائع قد يختفي من الشارع أو يغير مكانه باستمرار، تاركاً المشتري في مواجهة خسائر مادية ونفسية.
وحتى نتجنب الوقوع في فخ الاحتيال في هذه الأسواق، يجب على المستهلك أن يعي مخاطر شراء الهواتف من مصادر غير موثوقة، وأن يتحقق بعناية من حالة الجهاز ومواصفاته قبل الشراء. كما أن من الأفضل أن يلجأ المشتري للمحلات المعروفة والمضمونة التي توفر ضمانات وإمكانية للإرجاع أو الإصلاح. وينبغي أن تشدد الجهات المسؤولة الرقابة على هؤلاء الباعة المتجولين، وأن تُعزز حملات التوعية بخطر شراء الهواتف العشوائية لتفادي الوقوع في مصيدة الخداع.
تظل الهواتف الذكية أدوات حساسة تحمل معلومات شخصية وبيانات هامة، لذا يجب التعامل بحذر والابتعاد عن المصادر المشبوهة التي قد تعرض المستخدم للمخاطر. فالحرص على الجودة والمصدر الآمن هو السبيل الأمثل لضمان حصول المستخدم على هاتف آمن وفعال، بعيداً عن فخاخ النصب والاحتيال المنتشرة في شوارعنا.