إعتماد التكنولوجيا في إنتاج وتدبير شهادات البكالوريا وبيانات النقط ( تفاصيل )

هيئة التحرير9 يونيو 2024آخر تحديث :
إعتماد التكنولوجيا في إنتاج وتدبير شهادات البكالوريا وبيانات النقط ( تفاصيل )

تستمر التكنولوجيا وحلولُها المستجَدّة في تيسير حياة البشر، بمختلف فئاتهم العمرية والاجتماعية وبروفايلاتهم المهنية، خاصة فئة التلاميذ والطلاب منهم، الذين يجتازون خلال هذه الفترة من العام الدراسي امتحاناتٍ إشهادية أو اختبارات حاسمة في مسارهم.

في هذا السياق تتأطر مواصلة اعتماد التكنولوجيا الرقمية في “إنتاج وتدبير شهادات البكالوريا وبيانات النقط”؛ وهو ما كشفت عن اعتماده عدد من الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، بإقرار العمل، رسمياً، بما يسمى “الترقيم السري المُرَقمن (Compostage Phigital)”، بهدف واضح ليس سوى “تأمينِ عملية الترقيم بشكل أدق، وتقليص المدة الزمنية بين تجميع أوراق التحرير وترقيمها وتصحيحها”.

غيرَ بعيد عما سبق تندرج مبادرة أخرى في المسار ذاته باعتبرها “الحل المثل والأسهل لتدبير الامتحانات والمباريات التي تهم أعدادا كبيرة من المُرشَّحين، خصوصا عندما يُعدّون بمئات الآلاف”. يتعلق الأمر ببرمجية تكنولوجية “يُتيح تثبيتُها على منصة ذات خوادم سحابية تسهيل عملية ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻼﺧﺗﺑﺎرات بشكل إلكتروني”.

وحسب معطيات حول الموضوع فإن المنصة، التي تحمل اسم “ﻓﻴﺎﺗﻴﻚ”، تَستعمل تقنية “ﺘﺤﻮﻳﻞ اﻟﻨﺴﺦ اﻟﻮرﻗﻴﺔ لاﺧﺘﺒﺎرات المترشحين إﻟﻰ ﻧﺴﺦ رﻗﻤﻴﺔ ﻟﺠﻌﻠﻬﺎ ﻣﺠﻬﻮﻟﺔ اﻟﻬﻮﻳﺔ وﻣُﺘﺎﺣﺔ ﻓﻮرا للمُصَحِّحين ﻋﻠﻰ الحاسوب ﺑﺸﻜﻞ آﻣﻦ ﺗﻤﺎﻣﺎً”، كما أنها “مُعدَّة لنَزع الصفة المادية (dématérialisation) عن كل ما يهم عملية تعريف أوراق الامتحان وإخفاء هوية المترشحين ومراكز الامتحانات والتصحيح على الحواسيب مباشرة، من دون حاجة إلى نقلها أو تسلمها ماديا من طرف المكلفين بالتصحيح”.

ويشرح محمد الناصري بناني، مهندس معلوميات مغربي وخبير في البرمجة، أن “هذا الحل التكنولوجي الجديد، الذي استُخدم تجريبياً في امتحانات نيل شهادة البكالوريا الأوروبية وفي مدارس فرنسية، يُؤمَل أن يستعمل في مباريات لولوج المدارس العليا بالمغرب، فضلا عن امتحانات إشهادية لمؤسسات جامعية مغربية؛ لأنه يضمَنُ استجابة كاملة لتحديات الإنصاف وتكافؤ الفرص والشفافية”.

وعاد بناني للحديث عن مسار المنصة التي قال إنه تم تطويرها، في الأصل والبدء، من قبل شركة فرنسية مختصة في التطوير المعلومياتي والبرمجة، قبل أن يتم دمجها في عمل اختبارات ومباريات تنظّمها مؤسسات ووزارات من قِبل شركة مغربية، يرأس حالياً مجلس إدارتها.

وتابع الخبير في البرمجة بأنه “بعد الانتهاء من عملية التصحيح على الحاسوب وتأكيد المُصحح تقوم البرمجية بتضمين النقط بصفة أوتوماتيكية، مع تجميع النقط الخاصة بكل مرشح وإعداد اللوائح وترتيبها حسب نظام الامتحان المعمول به والمبرمج بها مسبقاً”.

وعدّد المتحدث مزايا هذا الحل التكنولوجي في “اختصار الوقت الكبير أثناء عملية عدّ وإحصاء الأوراق أتوماتيكيا، عوض المجهود اليدوي”، مبرزا: “كلما انتقلت من جهة إلى جهة أخرى أو بين المشرفين على الامتحانات والمصححين وإرجاعها فإن البرمجية تمكن من توفير النفقات والكلفة التي يتطلبها التنظيم والنقل والحراسة، كما أن وظائفها تمكّن من تفادي مجموعة من العيوب التي تطبع عملية تنظيم وتصحيح الامتحانات والأوراق يدويا، إذ تُقلّص هامش الخطأ إلى الصفر، سواء في ما يتعلق بعملية الترميز أو ترتيب الأوراق وعَدّها أو التضمين الخاطئ للنقط أو جمعها، كما تمكن من تفادي ضياع الأوراق عند نقلها أو تداولها بين المتدخلين”.

وعن آفاق التطوير والابتكار الممكنة في هذا الإطار من طرف كفاءات مغربية يمكنُها الدفع بهذه التجربة كي يتم تعميمها مثلاً في مسار تصحيح اختبارات نيل شهادة الباكلوريا بالمغرب، علّق الخبير في حلول تصحيح الامتحانات: “مما لا شك فيه أن المغرب يمتلك كفاءات عالية من مهندسين وتقنيين في برمجة المنصات والحلول الجديدة في العديد من مجالات الرقمنة والتكنولوجيا، التي بفضلها نحن الآن بصدد تطوير أساليب جديدة وحلول متطورة في مجال رقمنة الاختبارات والامتحانات وجعلها ملائمة لحاجيات مؤسسات مغربية أو في خدمة وزارة التربية الوطنية”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة