لم تكن أول مرة يعاني الإعلام المحلي فيها أزمة التجاهل ، رغم ما يقدمه من مواد وتغطيات بجودة عالية خصوصا ما تعلق منها بالتظاهرات التي تحمل طابعا دوليا .
ولا شك أن هذا التجاهل طال أمده حتى أضحى سنة يستنها البعض في التعاطي مع الإعلام ، فإن كان السكوت علامة الرضى فقد يكون الكلام علامة الشقاء على من كلفو أنفسهم التواصل مع الإعلام المحلي لأجل تغطية مثل هذه التظاهرة ” لحاق الصحراوية ” ، التي في مجملها لا تقدم أي منفعة لجهة الداخلة وادي الذهب ، و من يؤيدونها ويستقبلونها بالنياشين لم يستوعبو بعد بأن مثل هذه التظاهرات لا تقدم ولاتأخر و أن الساكنة عبرت مرات عديدة عبر وسائل التوصل الإجتماعي والمواقع الإعلامية أنها ليست في حاجة لهذا النوع من التظاهرات المخصصة لغرض نهب أموال عمومية فقط ؟
لحاق أو ماراطون الصحراوية هو واحد من مسلسلات نهب المال العام من خزائن المجالس المنتخبة بدون إستثناء ، فإن كانت هاته المجالس عاجزة أن تقف سدا منيعا ضد هذا النوع من البهرجة الذي يراد منه سحق هذه الساكنة لا أقل و لا أكثر وتسويق صورة وردية عن واقع مزري تعيشه جميع أطياف المجتمع إن لم نقل جلها ، فالإعلام المحلي لن يقف مصفقا للباطل ولن يمتهن مهنة تقليم أظافر من يأتون لنهب المال العام دون أي هدف محدد ؟
لقد كنا ننتظر كساكنة قبل أن نكون إعلاميين ، من هذه التظاهرة الفضفاضة و المغمورة أن تكون هادفة إلى ماهو إجتماعي وماسة لشرائح المجتمع بشكل خاص ومحركة للدورة الإقتصادية للشركات المحلية التي يملكها شباب المنطقة ، ومساهمة في إمتصاص البطالة وداعمة لجهود التنمية … في وقت تعيش فيه البلاد و العباد أزمات خانقة مالية و إقتصادية امتدت إلى أن وصلت جيب المواطن المثقوب نتيجة غلاء السلع والمواد الغذائية .
إن ما يدعوا للإستغراب في هذا النوع من التظاهرات الفاشلة في كل تفاصيلها ، هو تلك الحملات التي تقوم بها المشرفة عليها بهدف تلميع صورتها و اللجوء إلى وسائل الاعلام لتجعل منها السيدة الاولى بالجهة والفاعلة بالرغم من بعدها التام عن المدينة و عن اهلها وعن مشاكلها المتعددة ، لاسيما الاقصاء و التهميش الممنهج الذي تقوم به هذه السيدة المتعلق خصوصا بالمواقع الإعلامية الرائدة بالجهة هو أمر يجعلنا نطرح الكثير من علامات الاستفهام؟