في تأكيد جديد على الدينامية التي تشهدها المنظومة البنكية المغربية على الصعيد الإفريقي، تمكّنت ثلاث مؤسسات بنكية مغربية من فرض حضورها ضمن قائمة “أقوى 10 بنوك ذات تأثير إقليمي في إفريقيا”، وفق التصنيف السنوي الذي أصدرته منصة Financial Afrik لسنة 2025.
هذا الإنجاز يعكس بوضوح الاستراتيجية التي اعتمدها القطاع البنكي المغربي في العقدين الأخيرين، والتي تقوم على الانفتاح على الأسواق الإفريقية جنوب الصحراء، من خلال توسع استثماري مدروس، وشراكات استراتيجية، وتعزيز ثقة الأسواق في النموذج البنكي المغربي.
واعتمد التصنيف، الذي تصدره Financial Afrik في نسخته الـ122، على مؤشرات دقيقة تقيس قوة البنك وتأثيره الإقليمي، من بينها حجم الأصول، وكتلة القروض والودائع، والناتج البنكي الصافي، والرسملة السوقية، إضافة إلى الانتشار الجغرافي وحجم العمليات خارج البلد الأم.
جنوب إفريقيا في الصدارة.. والمغرب يزاحم الكبار
ورغم أن البنوك الجنوب إفريقية احتفظت بالمراكز الثلاثة الأولى، بتصدر كل من Standard Bank، وFirstRand، وAbsa Bank، إلا أن دخول البنوك المغربية على خط المنافسة يُعد مؤشرًا قويًا على إعادة رسم ملامح الخريطة البنكية الإفريقية، في ظل تصاعد أدوار الرباط كفاعل اقتصادي ومالي في القارة.
ويعكس هذا التقدم أيضًا نجاح السياسة الاقتصادية المغربية التي شجّعت منذ سنوات على تدويل الأبناك الوطنية، وخاصة عبر اقتحام أسواق غرب ووسط إفريقيا، حيث أصبح المغرب يُعد من أكبر المستثمرين في القطاع البنكي بعد جنوب إفريقيا.
ثقة واستقرار في زمن الأزمات
ويأتي هذا التصنيف في وقت تواجه فيه العديد من الاقتصادات الإفريقية ضغوطات ناتجة عن تقلبات الأسواق العالمية وارتفاع معدلات التضخم وأسعار الفائدة. وفي هذا السياق، برزت المؤسسات البنكية المغربية بقدرتها على الحفاظ على التوازن المالي، وضمان استمرارية الخدمات، وتعزيز الشمول المالي في الدول التي تنشط بها.
نحو ريادة مصرفية إفريقية
يمثّل هذا التتويج محطة مهمة في مسار البنوك المغربية، ويمنحها دفعة جديدة نحو تعزيز حضورها الإقليمي والدولي، كما يكرّس ثقة الأسواق المالية الإفريقية والدولية في القطاع البنكي المغربي الذي يشكل أحد أعمدة الاقتصاد الوطني.