اشتد الجدل في الأيام الأخيرة حول الارتفاع المفاجئ لأسعار الأعلاف بالتزامن مع انطلاق صرف الدعم المباشر المخصص لمربي الماشية، خاصة صغار “الكسّابة”. هذا الوضع دفع وزير الفلاحة، أحمد البواري، إلى الخروج بتوضيحات حازمة، مؤكداً أن الوزارة لن تتردد في اتخاذ إجراءات صارمة ضد أي طرف يثبت تورطه في التلاعب أو الاحتكار، مشدداً على أن أي محاولة لعرقلة تنزيل البرنامج الملكي عبر رفع الأسعار ستُواجَه بكل صرامة.
وأكد البواري أن مصالح الوزارة تراقب يومياً تطور أسعار الأعلاف في مختلف ربوع المملكة، اعتماداً على النظام المعلوماتي “أسعار”، الذي يمكّن من تتبع دقيق لحركة البيع داخل الأسواق الأسبوعية ونقاط التوزيع الكبرى. كما أوضح أن أي اختلال يطرأ على تنفيذ أهداف البرنامج الملكي لإعادة تكوين القطيع سيتم التعامل معه بسرعة، لضمان السير السليم لهذه العملية ومنع أي ارتفاع غير مبرر في الأسعار.
وأشار الوزير إلى أن الدعم المباشر المقدم لمربي الماشية يستند إلى معطيات الإحصاء الوطني للقطيع، ويهدف بالأساس إلى دعم اقتناء الأعلاف والحفاظ على إناث الأغنام والماعز. كما كشف أن الدفعة الأولى من هذا الدعم، التي انطلقت يوم 5 نونبر، بلغت قيمتها 3 مليارات درهم، واستفاد منها 714 ألف كسّاب، أي ما يعادل 73% من المستفيدين المسجلين.
ويرتقب أن يصل الغلاف المالي الإجمالي للبرنامج إلى 12.8 مليار درهم خلال سنتي 2025 و2026، في إطار رؤية تهدف إلى تعزيز الأمن الغذائي الوطني ودعم الفلاحين لمواجهة تقلبات المناخ والرفع من صمود قطاع تربية الماشية.
