التربية الأسرية في المغرب: قسوة الضغوط وآثارها على الأبناء

هيئة التحرير11 أغسطس 2024آخر تحديث : الأحد 11 أغسطس 2024 - 9:06 صباحًا
هيئة التحرير
مختارات
التربية الأسرية في المغرب: قسوة الضغوط وآثارها على الأبناء

بدر شاشا

sahel

ألاحظ كل يوم كيف تتعامل الأسر المغربية مع أبنائها، وكيف يُفرض على الأطفال نمط حياة صعب ومليء بالتحديات. في البداية، قد يبدو الأمر وكأنه مجرد محاولات من الوالدين لتربية أولادهم بالطريقة التي يرونها صحيحة. لكن الحقيقة أن هذه التربية تكون أحيانًا قاسية وصارمة إلى حد يجعل الأبناء يعيشون في حالة من التوتر والضيق الدائم.
الأبناء في هذه الأسر يجدون أنفسهم في مواقف لا تُحسد عليها. فهم يُعاملون أحيانًا وكأنهم لا يستحقون الثقة، ويتم تهميش آرائهم ومشاعرهم، وكأنهم مجرد أدوات يجب أن تتبع الأوامر بلا نقاش. هذا الشعور بالاحتقار وعدم الاعتراف بكيانهم الشخصي يترك في نفوسهم آثارًا عميقة، قد يصعب عليهم التخلص منها في مراحل حياتهم المتقدمة.
المشاكل الأسرية أيضًا تلعب دورًا كبيرًا في تعقيد الأمور. فالضغوط المفروضة على الأولاد تجعلهم يعيشون في بيئة غير مستقرة، حيث النزاعات والصراعات اليومية تكاد تكون القاعدة وليس الاستثناء. يصبح البيت مكانًا يخاف فيه الطفل من الكلام، حيث أي حركة أو كلمة قد تُفسر بطريقة خاطئة تؤدي إلى توبيخ أو عقاب.
وفي هذا السياق، أرى أن نصف الفتيات في مجتمعنا يفضلن الزواج ليس من أجل الحب أو الرغبة في بناء حياة مشتركة، بل للهروب من هذا الواقع العائلي المرير. الزواج بالنسبة لهن هو باب للخروج من قفص الضغط النفسي الذي يعيشن فيه يوميًا. ترى في هذا الزواج ملاذًا من الظلم والاضطهاد الأسري الذي لم تعد تستطيع تحمله. ولكن، هل الزواج حقًا هو الحل؟ أم أنه مجرد انتقال من مشكلة إلى أخرى؟
أتساءل: هل يمكن أن يكون هناك طريق آخر؟ هل يمكن أن نعيد التفكير في كيفية تربية أبنائنا، بحيث نمنحهم الثقة والاحترام الذي يستحقونه؟ هل يمكن أن نخلق بيئة أسرية تكون فيها المحبة والتفاهم أساسًا للعلاقة بين الآباء والأبناء؟ ربما إذا بدأنا في تغيير هذه الأساليب، سنتمكن من خلق جيل جديد يعيش حياة مليئة بالتوازن والسعادة، بدلاً من العيش في دوامة من الضغط والاضطراب.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة