لايخفى على أحد ما يفعله الرحل في البحث عن أماكن المرتع ، فتارة تجدهم هنا وتارة هناك ، وهو ما ينطبق على الساسة بشكل عام وفي ساسة الداخلة على وجه الخصوص حيث تجد غالبية الملونين يتقدمون الاستحقاق الانتخابي بلون حزبي معين ليس هو اللون الذي نجحوا به في أخر استحقاق إنتخابي، وتجدهم دوما يبحثون عن قناع سياسي أكثر عطاء وأمنا ودوام للمنصب والمردودية المالية.
فالفرق بين ترحال الرعاة وترحال السياسيين هو أن الأول يكون جماعيا وتحت ضغط قحط السماء، أما الترحال الثاني فهو فردي وباعثه البحث عن الرخاء والخلاص الفردي .
إن أهم ما يميز الترحال الانتخابي لموسم 2021، هو النزيف الحاد الذي بات يطبع المشهد ، حيث أقدم مؤخرا أحد كوادر حزب الإستقلال على الاستقالة من الحزب، والالتحاق بحزب التجمع الوطني للأحرار في هدف منه المحافظة على منصبه بعد واقعة الإنزال التي شهدتها جماعته .
فظاهرة الترحال السياسي التي شهدتها الداخلة مؤخرا ، يبقى المستفيد منها هو حزب الإستقلال ، الذي حافظ على وجوه سياسية معروفة غير التي رحلت والتي أثبتت تدبيرها الناجح للشأن المحلي فهو حزب متمرس وله القدرة على الحسم ، بإعتبار أنه يتوفر على ماكينة انتخابية فعالة، ويستطيع الحسم في النتائج بالإضافة الى أنه قادر على ضبط إيقاع الناخبين، ويحدد نقاط القوة والضعف لدى المرشحين ، وفي الإتجاه الأخر وبالنظر إلى المنافسين فكثير من المراقبين ينظرون بعين من الشفقة لحزب الحركة الشعبية والأصالة والمعاصرة وهما يخوضان استحقاقات جماعيات 2021، والسبب أن الحزبين عليهم أداء فاتورة التحالفات الهشة ، وذلك لعدة اعتبارات في مقدمتها التصدعات الداخلية التي يعاني منها الحزبين ، والاعتبار الثاني هو الضعف الذي بدا عليه الحزبين في الآونة الأخيرة، مما يؤثر على نجاعتهما في اي استحقاق انتخابي يدخلان غماره .