التنشئة السياسية ودورها في بناء الدولة الديمقراطية الحداثية

هيئة التحرير26 مارس 2022آخر تحديث : السبت 26 مارس 2022 - 4:44 مساءً
هيئة التحرير
مختارات
التنشئة السياسية ودورها في بناء الدولة الديمقراطية الحداثية

تحتل التنشئة السياسية كموضوع للدراسة أهم المواضيع التي تستأثر باهتمام الباحثين في علم الاجتماع السياسي ،باعتبار أن السياسة ليست مجرد أشخاص حاكمين ومحكومين ،ولكنها أيضا ثقافة سياسية ،ويعدكل من بارسونز ودافـــيد أستون وميلز أهم علماء اجتماع السياسة الذين اهتموا بموضوع التنشئـــــــــة السياسية وماهيتها وأهميتها في بناء الدول ،وإذا كانت التنشئة السياسية تعتبر كمرحلة لبناء المواطن بعد التنشئة الاجتماعية باعتبار أنها تحدد طبيعة السلوك السياسي للأفراد داخل المجتمع .

وهذا السلوك لايمكن أن يكون فعالا وإيجابيا إن لم يكن هناك بناء وتطبيــــــــــع إيجابي مبني على التوازن وانفتاح الفرد على محيطه .

ولعل الدراسات الانجلوسكسونية من خلال دراساتها المتعددة أعطوا لــــــــــهذا الموضوع قيمته الحقيقية منذ بداية الستينات ،ونجد على رأسهم بــــــول لازارد فيلد الذي اعتبر أن المجتمع الأمريكي هو مجتمع جماعاتي منظم ،وهذا التنظيم انعكس ايجابيا وخلق لهم ثقافة سياسية مبنية على آليات وتقنيات حديــــــــــثة للتواصل السياسي ولعل المشاركة السياسية للمجتمع الأمريكي في الانتخابات واهتماماتهم بالسياسة لخير دليل على ذلك .

sahel

فالتنشئة السياسية هي حصيلة لشكل وبنية الثقافة السياسية داخل مجتمع ما وكيف تتشكل هاته الثقافة والمحيط المؤسساتي الذي تتشكل فيه .

ومن شأن تنشئة سياسية سليمة أن تخلق لنا دولة ديمقراطية حــــداثية لأن الثقافة السياسية هي التي تخلق لنا مواطن ذي سلوك سياسي إيجابي وهذا السلوك يعتبر مدخلا للمشاركة السياسية الايجابية المبنية على المنـــــافسة التواصل السياسي الديمقراطي الذي يصنع نخبا وقيادات سياسية قادرة على إنتاج مشروع سياسي حقيقي من شأنه أن يحقق لنا وعيا مجتمعيا يساهم في بناء الدولة الديمقراطية الحداثية ذات مؤسسات قوية وقادرة على بناء الثقة والاندماج داخل المجتمع .

إعداد :عبد الواحد بلقصري

باحث في  مركز الدكتوراه مختبر بيئة.تراب.تنمية بكلية العلوم الانسانية والاجتماعية بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة