“الداخلة بين الأطلسي والخليج… هل ستبقى بلا ميناء ترفيهي عالمي ؟”

هيئة التحريرمنذ ساعتينآخر تحديث :
“الداخلة بين الأطلسي والخليج… هل ستبقى بلا ميناء ترفيهي عالمي ؟”

بقلم : الصغير محمد

الداخلة… مدينة الأحلام على ساحل المحيط الأطلسي وخليج الداخلة، مدينة يلتقي فيها البحر بالصحراء، ولا تزال تنتظر فرصة تاريخية لتتحول إلى وجهة سياحية عالمية. المدينة التي تتمتع بواجهتين بحريتين نادرتين في العالم، لا يزال غياب ميناء ترفيهي عالمي فيها يشكل لغزاً محيراً.

فماذا لو كان هناك ميناء ترفيهي يحاكي تجربة الدار البيضاء، طنجة، وأكادير؟ تجربة تجمع بين الفنادق الفاخرة، المطاعم الراقية، محلات الماركات العالمية، ومرافق ترفيهية لجميع الأعمار؟

في الدار البيضاء، أصبح ميناء مارينا نقطة جذب كبرى، حيث يتوافد الزوار من الداخل والخارج للاستمتاع بالتسوق والترفيه على طول الواجهة البحرية. طنجة نجحت في تحويل ميناءها إلى فضاء عصري يجمع بين الاستثمار والسياحة والترفيه، بينما أكادير أضافت بعداً جديداً، بمزيج من الرياضات البحرية، الفعاليات الثقافية، والفنادق العالمية.

الداخلة اليوم، أمامها فرصة ذهبية.

من جهة الخليج شرق المدينة، يمكن للميناء أن يكون مركزاً للرياضات البحرية، رحلات القوارب واليخوت، شواطئ هادئة للعائلات، ومطاعم ومقاهي تطل على البحر، مانحاً الزائر تجربة استجمام فريدة.

من جهة غرب المدينة وفم لبير، حيث المشاريع السياحية المطلة على البحر، يمكن تحويل الميناء إلى وجهة فاخرة للاستثمار، تجمع بين الفنادق العالمية، محلات الماركات الفاخرة، المطاعم الراقية، والمرافق الترفيهية التي تستقطب الزوار الدوليين.

ولا يقتصر الأمر على الموقع فقط. الداخلة تمتلك رصيداً عقارياً هائلاً: تجزئات سكنية واسعة، بقع أرضية سلمت لغرض السكن، مشاريع سكنية تحت إشراف جهة الداخلة وادي الذهب. كل هذه المعطيات تجعل من إنشاء ميناء ترفيهي مشروعاً قابلاً للتنفيذ ويعد بتحول اقتصادي واجتماعي كبير.

إن لم يتحرك المسؤولون الآن، فإن الداخلة ستظل جوهرة غير مستغلة، بينما المدن المغربية الأخرى تحقق مكاسب ضخمة من موانئها الترفيهية. هذا المشروع ليس رفاهية، بل حاجة استراتيجية لتعزيز الاقتصاد، خلق فرص عمل للشباب، ودفع السياحة المحلية والدولية.

الداخلة قادرة على أن تصبح مركزاً عالمياً للبحر والسياحة، وأن تعيد رسم خارطة المغرب السياحية، لكن الوقت يمر والفرصة لن تنتظر طويلاً. السؤال الباقي: هل ستتخذ المدينة قرارها التاريخي، أم ستبقى مجرد حلم يراقب البحر؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة