احمد العهدي
عصر يوم السبت 11 ماي 2024 ، ٱحتضنت مدينة الداخلة ، حفلا خطابيا حاشدا ٱلتام فيه من يمثلون الصوت و الضمير الصحراوي ، مؤمنين بجدوائية و مصداقية طرح ” حركة صحراويون من اجل السلام ” ، و ٱعتزازهم بالانتماء أليها ، و هم يمثلون مختلف الحساسيات و الاطياف الصحراوية المعنية بالمستقبل الصحراوي ، من شيوخ و اعيان و فاعلين سياسيين و هيآت مدنية و إعلامية ،بعيدا عن التوجهات الايديولوجية ذات الاطماع و المصالح الشخصيىة و الرؤية الضيقة التي لا تزال تجتر شعارات جوفاء متجاوزة ..
و داخل الحركة ، التي ارادها منتسبوها ، المؤمنون صدقا و عمقا بطرحها العقلاني الناضج ، ارادوها ، عن ٱقتناع ، الصوت و الرؤية البديل ،داخل هذه الحركة ترفع الاصوات لتعبر عن خياراتها المصيرية التي تحرص على أن تضع حلا عاجلا للمعاناة التي ارادت لها اصوات النشاز ان تعمر طويلا ، متاجرة بمآسي إنسانية مسرحها فضاءات مخيمات ، مع كامل الاسى و الاسف ، تفتقر لادنى شروط حقوق الانسان و الكرامة الآدمية التي لا معنى للحياة بدونها ..
لقد كان الحفل الخطابي حماسيا و جادا و متجددا ، القيت فيه الكلمات بتلقائية و في جو ديمقراطي مفتوح و تعبير واضح و صريح ، فيه الكثير من المكاشفة و التعبير الصادق عن خيار جماعي يجسد صوت النضج و المصلحة الصحراوية الحقيقية التي تنسجم مع منطق التاريخ و الجغرافيا و تراعي مصالح الأجيال الصاعدة الواعدة .
من ضمن الكلمات التي تعاقبت على منبر الحفل الخطابي ما جاء في كلمة الحسن الحويدگ ، بصفته ممثلا للمجتمع المدني ب”حركة صحراويون من أجل السلام ” ،بجهة الداخلة وادي الذهب، لقيمتها و عمقها و مواطن الصدق فيها ، كما في غيرها ، نقدم مقتطفات منها كانموذج كالتالي :
” أرحب ايما ترحيب بضيوف الداخلة الكرام ، مدينة السلام التي تحتضن في جو من الوئام و الانسجام و الاحترام الطبعة الرابعة لذكرى تاسيس حركتنا التي يشع الامل في أفق تصورها لانها تحمل بشائر ميلاد فجر جديد من جمع و لم شمل الأخوات و الاخوان الصحراويين ، متشبثة بتعزيز ما يجمع ، و تجاوز ما يقطع ، قصد حلحلة مشكل قضية طال امدها ادينا فيها نحن الصحراويين ، دون استثناء ، ضريبة ضياع اجيال و العيش المرير في واقع التشرذم بين الاهل و الاقارب ..فكفانا تشرذما و كفانا استغلالا..لقد مللنا من سماع الاسطوانات المشروخة و خيارات الافق المسدود..لم نعد نقوى على الانتظار ..نريد الامل و كل الامل مع حركتنا و داخل حركتنا و من حركتنا ، حركة صحراويون من اجل السلام ، التي هي صوت الحق و الضمير المزمجر في نفوس من يتاجر بمآسينا .. نعم لقد بلغنا من النضج و الوعي ما يكفي ، و تجرعنا من المآسي المجانية ما يكفي ، لذلك و من اجل ذلك نريد ان نُسمِع للعالم اليوم كلمتنا التي تصدح بها حناجرنا قائلة :” جمْع الشمل همنا ، و رغَد العيش الكريم حلمنا ، و مصلحتنا الجماعية فوق كل ٱعتبار ..نريد الجاهز الملائم لخصوصيات هويتنا دون انتظار …”
و أضاف الحسن الحويدگ يقول : ” لا احد يجادل ،اليوم ، في تأكيد الدور المحوري و الجوهري الذي يلعبه المجتمع المدني في صياغة و بناء التسوية النهائية لنزاع الصحراء ، الذي عمر اكثر ما يلزم ، بسبب اصوات النشاز (…)
إن إيماننا و املنا في حركتنا يتنامى ويتقوى بفضل تدابير إجرائية تُتَوِّجها المكتسبات التي حققتها حركة صحراويون من اجل السلام ، منذ تاسيسها ، و في ظرف وجيز ، لا يتعدى الاربع سنوات ، و هي ماضية في درب إنجازاتها ، و خياراتها الواقعية المقنعة ، منها على سبيل الذكر لا الحصر:
* الندوتان الدوليتان المنعقدتان في كل من لاس بالماس وداكار ؛* الاعتراف الرسمي لوزارة الداخلية الاسبانية بحركتنا ، و إيمانها بنجاعتها في تقديم البديل الواقعي الممكن ، كما يؤشر على ذلك تاريخ يوم 09 نوفمبر من 2023 ، حين اعترفت بها كإطار سياسي يدافع عن حقوق الإنسان والحرية ، إضافة إلى تمسكها بنهج الاعتدال والوفاق (…)
إننا كمجتمع مدني نعرب عن دعمنا لحركتنا في بحثها الجاد و المتجدد عن إيجاد حل سلمي ، دون تهديدات قرع طبول الحرب ، حل يسمح لنا كصحراويين ، كما جاء في إعلان دكار الاخير ” بالخروج من النفق المظلم الذي انجرفت إليه المصالح الخارجية والمشاريع السياسية”.
نعم بفضل حركتنا ، التي نعتز بالانتماء اليها ، نحمل في كل جوارحنا الايمان بميلاد فجر جديد من السلام والهدوء والرخاء ينعم به كل الصحراويين( ات) دون أي تمييز او ٱعتبار مهما تكن مبرراته(…) لنبدا صفحة جديدة تخاطب فينا المشترك و نركب معا سفينة الوصول لبر الامان دون فائز و لا خاسر!
شكرا لحركة “صحراويون من أجل السلام” على جهودها(…) و ٱعتمادها نهجا سلميا يجعلها حلا و ليس جزءا من المشكلة . شكرا لها لانها صوت الخروج من عنق الزجاجة و صوت الامل و التفاؤل في المستقبل..
و سيقى مطلبنا الذي لن نمل و لن نكل كفعاليات جمعوية في رفعه و التشبث به هو حث الأمين العام للأمم المتحدة على إقناع مبعوثه الشخصي بدعوة حركة “صحراويون من أجل السلام” وإشراكها في العملية السياسية، فضلا عن ممثلي السلطة الصحراوية الاصيلة، ممثلة بأعيانها و شيوخها و وجهاءها”.
و ختاما ، يتاكد بما لا يدع مجالا للشك ، ان المبادرة الملكية للحكم الذاتي تحت السيادة الوطنية المغربية هي الخيار الوحيد الاصوب و الاوحد الأنسب ، و دون غالب و لا مغلوب ، ويرضي كل الاطراف، ليسير اهل مناطق الصحراء بالاقاليم الجنوبية للمملكة شؤونهم بانفسهم ، و يضعوا حدا لسنوات المآسي ، جراء عدم جمع الشمل و حرمان اخواتنا و إخواننا في الضفة الأخرى من ان ينعموا ،وعلى غرار إخوانهم و اخواتهم بوطنهم الاصلي المغرب ، بثمار مسيرات التنمية المتواصلة التي تعيشها المملكة المغربية، من طنجة إلى الكويرة ، و من الكركرات الى وجدة ، تحت القيادة الحكيمة لباني شرفات امل المغرب الحداثي ، جلالة الملك محمد السادس ، حفظه الله و رعاه .
