بعد خلو لائحة اللجنة التنفيذية قبل ايام من أسماء أحد قياديي حزب الإستقلال بجهة الداخلة وادي الذهب ، باتت مجموعة من السناريوهات تطرح بين الفينة والأخرى ، في حال مالم يضع الامين العام لحزب الإستقلال ” نزار بركة ” حدا لها ، و التي أثارتها اللائحة النهائية للجنة التنفيذية ، بالإضافة الى عدم تعيين الأمين العام للحزب للأسماء الأربعة والتي يحق له تعيينها من أجل الحاقها باللائحة النهائية .
وفي مقابل هذا قد يكون نزار بركة قد خسر رهان تعيين قيادي حزب الإستقلال بجهة الداخلة ضمن لائحة اللجنة التنفيذية ، إذ استطاع حلف الرشيد أن يكسبوا المعركة الإنتخابية التي شهدتها دورة المجلس الوطني الأخيرة ، ما سيجعل حزب الإستقلال يتجه إلى دخول مرحلة جديدة يمكن أن تكون لها انعكاسات على مستقبله.
وفي الوقت الذي حاول فيه نزار أن يطمئن إلى أن الحزب لن يتأثر كثيرا بما وقع ، يسجل المتابعون للشان السياسي بجهة الداخلة ، أن إغلاق اللجنة التنفيذية الباب امام قياديي حزب الإستقلال بالداخلة وهنا أقصد ” الخطاط ينجا ” و “حما أهل بابا ” ، قد يفتح الباب لأنواع من التحولات الداخلية في حزب الإستقلال ومستقبله السياسي ، معتبرين أن أولها سيكولوجي، ويتمثل في الشخصية الإجتماعية التي يتميز بها القياديان بالداخلة .
فحزب الإستقلال ظل طيلة السنوات تقريبا، محكوما بشخصية الخطاط ينجا ومبادراته الإجتماعية وطريقة تفكيره وتفسيره للإشارات والرسائل المتداولة في الحقل السياسي، وبخطط واسترتيجيات حما اهل بابا ، إذ يرى البعض ان الحزب ارتبط ارتباطا وثيقا بالشخصية الكاريزمية للخطاط وظلت القواعد الشعبية بجهة الداخلة تردد الثقافة السياسية التي يتمتع بها الرجل ، إلى درجة التعامل معها كمسلمات، فهذا المعطى يقابله مركزيا ان الأمين العام للحزب ستكون ملقاة على عاتقه مسؤولية إعادة بناء تمثلات وسيكولوجيات جديدة في قواعد الحزب بالجهة ، وذلك بإنتداب من يتحلى بنفس الصفات والخصال التي سنها الخطاط ينجا .
أما النوع الثاني من التأثيرات، فيتمثل “في منع الحزب جهويا من حدوث انسحابات واستقالات منه وإمكانية تفكك العلاقة بين الحزب وكوادره ”، حيث ان قياديي الحزب مركزيا ضيّعو فرصة راب الصدع الذي قد يشكله سيناريو رحيل الخطاط ينجا عن الحزب وإنعكاس ذلك على مساره السياسي والتنظيمي”.
وبخصوص النوع الثالث من هذه التأثيرات، فهو “سياسي ويقوم على نوعين من الملاحظات، الأولى أن الحزب الآن خضع لعملية جراحية طيلة الشهور السابقة ويحتاج إلى شفاء سريع للعودة إلى المنافسة السياسية والانتخابية بقوة”، فـ“حزب الإستقلا ما زال له حاضنة اجتماعية قوية خصوصا بجهة الداخلة ، ولكن صراعه الداخلي الذي حصل مؤخرا يجعله في حاجة إلى إعادة تجميع هذه الحاضنة بقوة، وهو أمر ليس سهلا لكون الأحزاب الأخرى باتت أكثر إستقرارا وإنظباطا قبل محطة الإنتخابات القادمة .
وفي هذا الصدد، يرى المتابعون للشان السياسي أن رحيل الخطاط ينجا عن حزب الإستقلال سيؤثر في المقابل على التموقعات السياسية لبعض الأفراد ، لأن الكثير من الأحزاب يتحين الفرصة لإستقطابه ، لكون الرجل بنى إستراتيجيته السياسية على المبادرات الإجتماعية وتقديم يد المساعدة للفئات الهشة والمستضعفة ودفاعاته القوية عن الوحدة الترابية بالمنابر الدولية ، ما يجعل التحاقه بحزب أخر إضافة قوية .