في اتصال مع جريدة الساحل بريس، صرح عثمان اعمار، رئيس المجلس الإقليمي للسياحة بجهة الداخلة وادي الذهب، بأن “السياحة لم تعد مجرد قطاع اقتصادي، بل أصبحت تجربة وطنية تعكس قدرة المغرب على استثمار موارده الطبيعية، وإعادة صياغة صورته على المستوى الدولي”.
هذا التصريح يكشف ما هو أبعد من مجرد أرقام: فالجهة، بمزيجها الفريد من بحر وصحراء وثقافة، تقدم فرصة غير مسبوقة لإعادة التفكير في التنمية المحلية. السياحة هنا ليست نشاطاً عابراً، بل قوة اجتماعية واقتصادية يمكنها أن تغير وجه المجتمعات المحلية، إذا ما تم توظيفها بشكل واعٍ ومستدام.
ومع ذلك، يشير اعمار بوضوح إلى التحديات التي تواجه القطاع. فالإمكانات الهائلة للجهة تتوافق مع الواقع التنفيذي ، البنية التحتية في طور التحديث المستمر، وجودة الخدمات كذلك في تحسن ، هذه التحديات ستحوّل بلا شك الفرص السياحية إلى أرقام بأثر حقيقي على المجتمع.
من منظور تحليلي، تجربة الداخلة وادي الذهب تطرح أسئلة جوهرية: هل يمكن للسياحة أن تصبح أداة للتنمية الشاملة، أم ستظل مجرد نشاط اقتصادي محدود التأثير؟ الإجابة تكمن في قدرة الفاعلين المحليين والإقليميين على تحويل الطموح إلى سياسات عملية، تجمع بين الربحية الاقتصادية والحفاظ على الهوية الثقافية والبيئية، بما يضمن استفادة المجتمع المحلي قبل كل شيء.
ختاماً، السياحة في الداخلة وادي الذهب ليست مجرد مشروع اقتصادي، بل تجربة سياسية واجتماعية بامتياز، تكشف عن إمكانات المغرب في إدارة الموارد، وإعادة صياغة التنمية المحلية، وتحويل التطلعات إلى واقع ملموس. إنها، باختصار، صورة حية لتحدي التنمية المستدامة في بلادنا.