أي عابرٍ لشوارع الداخلة سيلحظ انتشار ورشات صيانة وإصلاح وبيع قطع السّيارات في الأحياء السكنية وفي مناطق متعددة من المدينة وما حولها ، لتصبح المدينة حالياً «ورشات مفتوحة لإصلاح السيارات» كما تسميها الساكنة المتضررة من هذه الورشات ، حيث تزداد معاناتهم بسبب ممارسات أصحاب هذه الورشات المنتشرين بشكل عشوائي على الأرصفة وفي الأحياء السكنية ، خاصة أن المواطنين أصبحوا يستيقظون يومياً على الإزعاجات الصباحية المليئة بالصراخ والأصوات العالية وروائح دهان السيارات وانتشار الزيوت على الأرصفة في زقاق المدينة .
أهالي المدينة والأحياء السكنية طالبوا في مناسبات عدة بإيجاد الحلّ لهذه الفوضى ولاسيما أن هناك مرضى وطلاباً لديهم دراسة،
يشير (أحمد ) أحد سكان حي الغفران إلى أن منطقته تعدّ المنطقة الصناعية المختصة بتصليح السيارات وبيع كل مستلزمات الصيانة من قطع غيار وإطارات وغيرها ، والآن ونظراً للوضع المتقدم الذي تشهده المدينة بعد أن أصبحت الداخلة مدينة سياحية وإستثمارية ، يجب أن يتمّ إخلاء كل الأرصفة والسيارات التي تتخذ من الأحياء السكنية ورشات لها إلى أماكنها خارج المدينة ، مضيفاً: أنا وتائلتي الصغيرة لم نعد نتحمّل أصوات طرْق الحديد ورائحة الزيوت والدهان، مبيناً أن وضعه الصحي تدهور نتيجة هذه الإزعاجات.
السيد (محمد سالم) أحد أصحاب المهن العاملين بورشة لإصلاح السيارات تحدّث عن سبب مجيئه إلى «الأحياء السكنية» وافتتاح ورشته بالقول: أغلب العاملين في الأحياء والزقاق هم بالأصل أصحاب محال صناعية وملاك لمنازل في هذه الأحياء ، والإقبال على هذه الورشات القريبة من الأحياء دفع الكثير من أصحاب المهن إلى فتح ورشات بأحياء وسط المدينة كحي الغفران وحي أم التونسي والمسيرة .. والتي تعدّ من الأحياء المليئة بالسكان .
وحول ما إذا كان عملهم أثّر إيجاباً أو سلباً على السكان المجاورين أجاب محمد سالم .. إن عملنا لم يؤثِّر على أي شخص لأننا نحن أولاد حي واحد ، فكل واحد منّا يشجع الآخر، عدا ذلك لكلٍّ منّا مهنته وعمله الذي نراعي فيه سلامة وأمن الساكنة المجاورة .
وأخيرا يبقى مشكل توالد ورشات إصلاح السيارات بالأحياء السكنية يثير حفيضة البعض ، مما يستوجب على الجهات المعنية إيجاد حل لنقل هذه الورشات إلى مكان بعيد عن السكان حفاظا على راحتهم وكذلك حفاظا على بيئتهم ومحيطهم من التلوث الذي تخلفه متلاشيات السيارات وزويتها ؟