بقلم : أحمد ولد الطلبة
اعتبر بعض المتابعين للشأن السياسي بجهة الداخلة وادي الذهب ، أن تبادل السب والملاسنات مؤخرا ، والذي جرت أطواره بين عضو وعضوة منتخبين بمجلس جهة الداخلة من شأنه أن يميّع المشهد السياسي بالجهة ، ويجعله ساحة صراع بين الأشخاص، بدل التنافس حول الأفكار ، ونقاش القضايا الكبرى التي تهم المواطنين .
وأشار ذات المتابعين للشأن السياسي ، إلى أن لجوء المنتخبين في صراعهم إلى الجمعيات الحقوقية ، هو بحد ذاته صفحة من صفحات الصراع المتأجج ، بالرغم من أن هذا النوع من الصراعات السياسية التي يطبعها منطق السب وتبادل الإتهامات عرف تراجعا بعدما توحدت جهود الأحزاب السياسية المشكلة للأغلبية الحكومية، والتي تتألف منها الأغلبية المسيرة لمجلس جهة الداخلة ، إلا أنه عاد من جديد مع عودة الإتهامات التي شهدتها ملاسنات بإحدى لجان الجهة بين العضوين ( م.ب ) و (م .ل) .
إن تكريس الفرجة من خلال الخطابات السياسية لن يطور المشهد السياسي ، ولا يمكنه إلا أن يضر به ، ويعيده إلى الوراء ، فتبادل السب والشتم بين السياسيين يكرس الخلل الذي تعاني منه السياسة عموما بجهة الداخلة ، وينضاف إلى ما يعانيه المشهد السياسي من غياب لطرح الأفكار السياسية ، في الوقت الذي تعيش فيه الجهة عدة مشاكل لعل أبرزها مشكل السياحة ، والذي يحتاج معه السياسي إلى طرح أفكار سياسية رصينة ، بدل الانشغال بالسباب.
يشار إلى أن هذا النوع من الصراعات سيحول لامحال المشهد السياسي بالجهة إلى سرك وتهريج ، وقد لا يتماشى قطعا مع سلوكيات النخبة السياسية المفروض أن تكون في مستوى معين من الاحترام المتبادل والنقاش بدل النزول إلى مستوى التمييع.
ورغم أن السب يمكن من الناحية القانونية أن يجر السياسيين للمحاكم ، إلا أنه من الناحية السياسية، غير مقبول أن يجر السياسي غريمه للقضاء ، بإعتبار أن أي شخص يريد أن يتعاطى للسياسة ، ينبغي أن يضع في حسبانه أنه سينعت بنعوت أشد وطأة وبغضا ، إلا أن ذلك لا يدوم ، فكل السياسيين يتبادلون اليوم السب والشتم وغدا يتعانقون، وتوجد نماذج كثيرة لذلك في الساحة السياسية المحلية والوطنية .