السلوكات الرمضانية … أو ما يطلق عليها بالترمضينة

هيئة التحرير19 أبريل 2021آخر تحديث :
السلوكات الرمضانية … أو ما يطلق عليها بالترمضينة

انفلات الأعصاب، فقدان السيطرة على النفس، تبادل سب وشتم قد يتطور إلى عنف جسدي في الشارع العام، كلها تمثلات عدوانية لسلوك عنيف لدى البعض خلال شهر الصيام، تسجل باسم ما يطلق عليه المغاربة وصف “الترمضينة”.

وترتبط ظاهرة “الترمضينة ” في المغرب بالانفعال والغضب الذي يرافق الصيام لدى البعض خلال شهر رمضان، ويتطور تدريجيا إلى عنف لفضي أو جسدي قد تستعمل فيه أحيانا أسلحة بيضاء، كما قد يؤدي إلى جرائم قتل بشعة، لأسباب بسيطة في غالب الأحيان، وخاصة قبيل موعد آذان المغرب.

وتعود الأسباب وراء “الترمضينة” بحسب البعض إلى التوتر والقلق الذي ينتج عن الإمساك عن بعض مسببات الإدمان مثل السجائر والمخدرات والقهوة، فيما يرفض آخرون تبرير هذه الممارسات العنيفة بحجة الصيام وربطها بشهر التسامح والغفران.

قلق وغضب في نهار رمضان

علميا يؤكد الأخصائيون في المجال الطب، أن التوقف عن استهلاك بعض المواد المسببة للإدمان مثل مادة “النيكوتين” الموجود في السجائر، قد يولد تأثيرات نفسية وعصبية، كالقلق والغضب، وتقلب المزاج مع الأرق والإحساس بالجوع.

وحسب مدير المرصد المغربي للمخدرات والإدمان والعضو في اللجنة الوطنية للمخدرات، الدكتور جلال توفيق، فإن ارتفاع منسوب التوتر العصبي المفضي إلى بعض الممارسات العنيفة لدى المدمنين خلال شهر رمضان، يعود إلى عدة أسباب من أبرزها الإقلاع عن التدخين أو التوقف عن استهلاك بعض أنواع المخدرات وعلى رأسها الحشيش.

ويضيف الدكتور توفيق ، أن تدني مستوى السكر في الدم والاختلال في نمط العيش اليومي خلال شهر رمضان، يساهمان بدورهما في زيادة التوتر والقلق لدى الفرد، وبالتالي ظهور سلوكيات تدخل في خانة ما يعرف بـ”الترمضينة”.

ومن بين أهم الأسباب التي تؤدي إلى الانفعال وتزايد سرعة الغضب خلال ساعات الصيام، يشير الدكتور أيضا إلى الاختلالات في نمط النوم خلال الليل، والتي تتسبب في اضطرابات نفسية ناجمة عن عدم إفراز الجسم لهرمون “الميلاتونين”، الذي يساعد على تنظيم دورة النوم لدى الإنسان. 

وكشفت عدد من الأبحاث والدراسات الطبية أن عدم حصول الشخص على كفايته من النوم، قد يؤثر بشكل مباشر على مزاجه خلال النهار، مما يزيد من مستوى التوتر والقلق النفسي لديه.  

ويعتبر الخبير المغربي في مجال مكافحة المخدرات أن شهر رمضان هو أفضل فرصة بالنسبة للمدمنين من أجل الإقلاع النهائي عن تدخين السجائر والتوقف عن تعاطي المخدرات، ويشدد على ضرورة الحفاظ على دورة النوم العادية، وعدم السهر إلى ساعات متأخرة، لتجب الشعور بالتعب والتوتر والغضب أثناء النهار.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة