السياسة تحت مجهر المتتبعين للشأن السياسي بجهة الداخلة وادي الذهب

هيئة التحرير12 يناير 2025آخر تحديث :
السياسة تحت مجهر المتتبعين للشأن السياسي بجهة الداخلة وادي الذهب

“لا يجادل إثنان انه إذا خُير أحدنا بين الحزب السياسي والضمير الإنساني ، فمنطقي أن يترك الحزب و يتبع الضمير ، لأن الفرد في مجتمعنا يمكن أن يعيش بلا حزب ، لكنه لا يستطيع أن يحيا بلا ضمير” ..

إن المتتبع للشأن السياسي بجهة الداخلة وادي الذهب بعد إنتخابات 2021 ، لا بد وأن تنتابه حالة من الاضطراب الذهني في بحثه عن منطق لها من حيث الشكل و المضمون خصوصا بعد الكثير من التطورات الواقعة ، فعلاوة على انتشار الفوضى السياسية بين الأفراد و الجماعات ما بين هذا الحزب وذاك ، و ما بين منطق الاصطفاف و العداء و المغازلة و النفور و الطمع و بيع الضمير و شراء الذمة، فإن العمل السياسي للأحزاب كأطر جامعة و منطلق عمل للقادة و المنظرين و المناضلين داخلها، عمل لا ينبني على أي نوع من الخطاب ، الواضح المعالم و الوجهة، أو المحدد الأهداف، او المرسوم الخطط ، او المعلوم المنهجية … بل على العكس من ذلك فإن الذي لا تخفيه المناورات المتعمدة، في محاكاة الخطاب المبني على منطلقات و ثوابت أساسية ، يظهر في أساسيات بناء المواقف و اقتراح الحلول في ظروف الخلاف و الاختلاف و الأزمات و التحديث ، خدمة للمواطن بهذه الربوع من الوطن .

و إنه بما حصل سابقا من تدافع كل من هب و دب على السياسة ، من كل الفئات المهنية والمجتمعية ، وممارستها بالشكل الذي يحلو لها وفق منطقها الخاص ، حقيقة تعطي إنطباع انه غاب بالفعل التعاطي السياسي الحقيقي بما تقتضيه السياسة في نبلها و حميمية التصاقها بالتوجهات العامة و الديمقراطية التشاركية ، إلى أن يخوض غمار الاستحقاقات المقبلة لاقدر الله، كل من سولت له نفسه من الشباب و النساء البادئين و الشيوخ الأميين من الإقطاعيين و التجار و رجال الأعمال ، حتى يختلط الحابل بالنابل و يتحدى الصغير الكبير و الفقيه و تتراجع الهامات و يبزغ نجم الآفلين و يكيل البعض للبعض الشتائم و التهم ، كما جرت العادة ؟

و على الرغم من هدوء العواصف الآن لفائدة الاستقرار فإن الأمر لا يسقط سوء فهم السياسة أو رفضه لتناقضه مع الطبيعة العامة لسير المجتمع من ناحية ، وغياب اشتراطاتها الأساسية التي تجسد الديمقراطية و تكريسها على أرض الواقع ، فتخرس بذلك الأفواه التي تعصي المواطن في مطالبه المشروعة ، و تغيب معها الوعود الوردية ، وتفتح الباب أمام نوع أخر من النخب التي تعرف استغلال الفراغات في الوقت المناسب وتؤخر ازدهار الجهة على جميع المستويات ، رغما عن غناها بالموارد و الخيرات الكثيرة المتنوعة و لموقعها الجيوسياسي و الاستراتيجي بين المغرب والعمق الإفريقي من ناحية، و على المحيط الأطلسي الغني بالثروات السمكية من ناحية أخرى.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة