في خبر مؤلم وحزين، تم العثور على جثة الممثل المغربي الشاب منعم كباب، مرمية في مكان مهجور قرب السكة الحديدية بمدينة الدار البيضاء ، هذا الاكتشاف جاء بعد اختفائه لعدة أيام ، عرف المرحوم بدور “كويتا” في الفيلم الشهير “علي زاوا” من إخراج نبيل عيوش الفيلم الذي حقق نجاحا كبيرا.
عرف الجمهور منعم كباب لأول مرة من خلال دوره المؤثر في فيلم “علي زاوا” الذي صدر عام 2000، حيث جسد ببراعة شخصية “كويتا” أحد أطفال الشوارع. استطاع من خلال هذا الدور أن ينقل للمشاهدين جزءا من قسوة حياة الأطفال المتشردين ومعاناتهم اليومية، وقد ترك أداؤه بصمة في قلوب المغاربة، نظراً لما تميز به من إتقان وصدق عاطفي جعل الجمهور يتفاعل معه بشكل كبير.
لقد عاش منعم كباب حياة قاسية تشبه إلى حد بعيد ما جسده في “علي زاوا” الفيلم الذي شارك فيه الى جانب نجوم معروفين وطنيا كهشام موسون الشهير بعوينة،الممثل الراحل محمد مجد،اضافة الى سعيد التغماوي المعروف عالميا.
لم يكن يمثل منعم دورا خياليا بقدر ما كان يعرض جزءا من معاناته الشخصية وحياته الحقيقية كطفل وفتى بلا مأوى. هذا الواقع المرير يؤكد أن معاناته في الفيلم كانت تعكس معاناته في الحياة الفعلية، حيث أضحى من الصعب التفريق بين شخصية “كويتا” السينمائية وبين منعم الشخص.
الفيلم، الذي تناول قضية أطفال الشوارع، نجح في تسليط الضوء على فئة مهمشة تعيش في ظروف صعبة داخل المجتمع المغربي، وقد كان منعم كباب واحدا من الأصوات الصادقة التي عكست معاناة هذه الفئة واحتياجاتها للعيش بكرامة. لكن، على الرغم من شهرته بعد الفيلم، إلا أن منعم كباب ظل يعاني من الفقر والتشرد.
إن وفاة منعم كباب تعيد للأذهان قصص العديد من الفنانين الشباب الذين، بالرغم من مواهبهم، لم يتمكنوا من الخروج من دوامة المعاناة والفقر. وتطرح هذه الواقعة المؤلمة تساؤلات حول الدعم الاجتماعي والمساندة التي يحتاجها الفنانون الشباب الذين قدموا أعمالًا هادفة ومؤثرة للمجتمع.
وكالات