في أجواء مميزة، نظمت القنصلية العامة لجمهورية جزر القمر المتحدة بمدينة العيون، يوم السبت 18 يناير 2025، احتفالًا بالذكرى الخامسة لتأسيسها تحت شعار: “خمس سنوات من الدبلوماسية والتواصل والقرب في الصحراء المغربية”. أقيمت الفعالية بدار الثقافة أم السعد، حيث تم تسليط الضوء على الدور الريادي للقنصلية في تعزيز العلاقات المغربية-القمرية منذ افتتاحها في دجنبر 2019، كأول تمثيلية دبلوماسية في عاصمة الأقاليم الجنوبية للمملكة.
شهد الحفل حضور شخصيات بارزة، يتقدمهم والي جهة العيون الساقية الحمراء، عبد السلام بيكرات، مرفوقًا برئيس جماعة العيون، مولاي حمدي ولد الرشيد، إلى جانب ممثلي السلطات المحلية، وعدد من أطر القنصلية العامة لجزر القمر. ويعكس هذا الحضور الوازن اهتمام الجانبين بتعميق التعاون الثنائي، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي والثقافي.
في كلمته بهذه المناسبة، أكد القنصل العام لجمهورية جزر القم، السيد سعيد عمر سعيد حسن، على موقف بلاده الثابت في دعم الوحدة الترابية للمملكة المغربية ومغربية الصحراء. كما أشار إلى دينامية فتح القنصليات في العيون والداخلة، مما يعزز مكانة الأقاليم الجنوبية كمركز استراتيجي للحوار الثقافي والتعاون الدولي. وشدد القنصل العام على أهمية دبلوماسية القرب في تحقيق شراكات ملموسة بين الشعبين الشقيقين.
وتطرق القنصل العام إلى الدور الثقافي والعلمي البارز الذي تقوم به القنصلية، حيث تستقبل مؤسسات التعليم العالي والتكوين المهني بالأقاليم الجنوبية عددًا من الطلبة والتلاميذ المنحدرين من جمهورية جزر القمر، واصفًا إياهم بسفراء المستقبل لتعزيز العلاقات الثنائية. وقد أضفى حضور هؤلاء الطلبة بعدًا إنسانيًا وثقافيًا على الحفل، يعكس الروابط المتينة بين البلدين.
تضمن برنامج الاحتفال أنشطة متنوعة، شملت ندوة حول التنمية وريادة الأعمال، وزيارات ميدانية لمقاولات وتعاونيات محلية، ومعرضًا للصور الفوتوغرافية يبرز غنى التراث الثقافي لجزر القمر، إلى جانب عروض فنية ومعرض للمنتوجات اليدوية والفنية. كان هذا الاحتفال أكثر من مجرد مناسبة دبلوماسية، بل شكل محطة لاستكشاف آفاق جديدة للتعاون وتأكيد الروابط الأخوية بين المملكة المغربية وجمهورية جزر القمر المتحدة.
