“الفيدرالية المغربية لناشري الصحف تواجه قانون مجلس الصحافة: صمود مهني وتنسيق متصاعد ضد التحكم”

هيئة التحريرمنذ 3 ساعاتآخر تحديث :
“الفيدرالية المغربية لناشري الصحف تواجه قانون مجلس الصحافة: صمود مهني وتنسيق متصاعد ضد التحكم”

تواصل الفيدرالية المغربية لناشري الصحف تعبئتها الرافضة لقانون إعادة تنظيم المجلس الوطني للصحافة، مؤكدة على تمسكها بموقف مهني وحقوقي موحد يعبر عن رفض واسع للتوجهات الحكومية التي تصفها بالتحكمية والتراجعية. في وقت يُفترض أن تتسم فيه الحكومات بالحكمة والحرص على الحوار والتشاور مع القطاعات المهنية، تبدو الحكومة المغربية مصرة على فرض قرارات أحادية تثير انتقادات شديدة من طرف الجسم الصحفي والهيئات الحقوقية والسياسية، مما يثير جدلاً واسعاً حول مستقبل التنظيم الذاتي للصحافة في البلاد.

الفيدرالية تعرب عن أملها في أن تتيح المراحل المقبلة، من استشارة المجلس الوطني لحقوق الإنسان والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي إلى دراسة القانون في مجلس المستشارين، فرصة لإعادة النظر في هذه القرارات بما يخدم احترام الدستور ويضمن الحريات المهنية. وفي هذا السياق، ترحب الفيدرالية بانضمام عدد من المنظمات المهنية لمواقفها، ما يبشر بإمكانية تجاوز التشرذم الذي لطالما شكل عائقاً أمام توحيد الجسم المهني في مواجهة تحديات القطاع.

تُبرز الفيدرالية بشكل خاص الاتفاق الواضح بينها وبين الجامعة الوطنية للصحافة والإعلام والاتصال التابعة للاتحاد المغربي للشغل، والنقابة الوطنية للصحافة المغربية، وهي المنظمات التي فازت بمقاعد المهنيين في انتخابات 2018، وترفض جميعها القانون الحكومي الجديد وتندد بعدم التشاور معها، معبرة عن تمسكها بتمثيل المهنيين الناشرين والصحفيين إلى حين إجراء انتخابات جديدة. وتعبر الفيدرالية عن انخراطها الصادق في هذا التعاون وتؤكد على ضرورة نبذ التشرذم والعمل الجماعي لمصلحة المهنة ومستقبلها.

من جهة أخرى، تُعبر الفيدرالية عن قلقها العميق إزاء أداء اللجنة المؤقتة المعينة من الحكومة، والتي رافقت إلغاء مبدأ الانتخابات وإحداثها في إطار القانون الجديد، حيث انتقدت الفيدرالية بعض الخطوات غير المفهومة والصادرة دون مبررات قانونية واضحة، مثل إقحام لجنة التكوين في مهام تأديبية، والقرارات التأديبية المبالغ فيها، وضعف التواصل، وغياب الشفافية في تدبير منح وسحب البطاقة المهنية، بالإضافة إلى تبنيها مواقف جدلية داخل الجسم الصحفي عبر نشر ردود ومقالات تخص قضايا المجلس.

ترى الفيدرالية في كل هذه التجاوزات والمؤشرات على ضعف الإدارة وعدم الحياد ما يؤكد صحة موقفها الرافض لتمديد عمل المجلس وإنشاء اللجنة المؤقتة، كما تعيد التأكيد على دعمها للمقاولات الصحفية الصغيرة والمتوسطة والصحافة الجهوية، والدفاع عن التعددية الإعلامية، ورفض الاحتكار والتحكم الذي يهدد حرية الصحافة.

وفي خضم هذه المعركة المهنية، يهنئ المكتب التنفيذي للفيدرالية جميع المقاولات الصحفية والهياكل التنظيمية والفروع الجهوية على صمودها وتمسكها بالمواقف الجامعة، ويعبر عن اعتزازه بقدرته على مواجهة محاولات الإقصاء والتهميش، ويرحب بظهور ديناميات تنسيقية تضم منظمات مهنية وحقوقية تدافع بقوة عن حرية الإعلام وتناهض كل أشكال التحكم في القطاع، موجهًا دعوة لجميع الفاعلين إلى توحيد الصفوف والعمل بروح التعاون لما فيه خير المهنة والمجتمع.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة