في إطار الحركة الجديدة في سلك الولاة والعمال التي ترأسها جلالة الملك محمد السادس بالقصر الملكي بالرباط يوم الأحد 19 أكتوبر 2025، تم تعيين السيد سيدي صالح دحا، ابن مدينة العيون، عاملاً على إقليم الجديدة، في خطوة تعكس الثقة المولوية المتجددة في الكفاءات الصحراوية التي أثبتت جدارتها في تدبير الشأن الترابي.
مسار أكاديمي وتأهيلي رفيع
وُلد سيدي صالح دحا سنة 1969 بمدينة العيون، وتابع دراسته العليا بفرنسا، حيث نال دبلوم الدراسات العليا المتخصصة في التجارة الدولية، ثم دبلوم الدراسات المعمقة في الاقتصاد الدولي من جامعة السوربون.
قبل ولوجه عالم الإدارة الترابية، راكم تجربة مهنية في القطاع الخاص ومجال الاستشارات الدولية، ما أهّله لتولي مسؤوليات كبرى بفعالية وحكمة.
محطات بارزة في المسار الإداري
بدأ مشواره الإداري سنة 2014 حين تم تعيينه عاملاً على إقليم سيدي إفني، حيث عُرف بنهجه الميداني وتفاعله المستمر مع قضايا الساكنة.
وفي 20 غشت 2018، حظي بالثقة الملكية مجددًا ليُعيَّن عاملاً على إقليم تاونات، وهو المنصب الذي بصم فيه على تجربة متميزة في إطلاق المشاريع التنموية وتعزيز العدالة المجالية بين مختلف الجماعات الترابية.
رؤية تنموية ومقاربة تشاركية
تميّز سيدي صالح دحا باعتماده سياسة القرب والإنصات لمشاغل المواطنين، واعتماد مقاربة تنموية متكاملة توازن بين البعد الاقتصادي والاجتماعي.
وفي إطار المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم تاونات، تم إنجاز أزيد من 1500 مشروع همّت مجالات التعليم والصحة والبنيات التحتية ودعم الشباب المقاول.
كما قاد سلسلة مشاريع تروم تحسين ظروف العيش بالعالم القروي، من قبيل بناء مؤسسات تعليمية وتأهيل المسالك الطرقية، وهو ما أكسبه سمعة طيبة كرجل ميدان حريص على تنفيذ المشاريع المبرمجة.
تعيين يؤكد الثقة في الكفاءات الصحراوية
يأتي هذا التعيين الجديد ليكرّس حضور الكفاءات الصحراوية في مواقع المسؤولية الوطنية، ويبرز إسهام أبناء الأقاليم الجنوبية في بناء نموذج تنموي متوازن على امتداد التراب المغربي.
وينتظر أن يشكّل انتقال السيد سيدي صالح دحا إلى إقليم الجديدة فرصة جديدة لترجمة رؤيته القائمة على العمل الميداني وتثمين الرأسمال البشري، بما يعزز مكانة الإقليم كقطب اقتصادي وسياحي واعد.
