بقلم : أحمدو بنمبا
فيما لا يزال الفنان المغربي جزءا من الديكور الفني المغربي ، يسعى الجيل الجديد من الفنانين الشباب الى تبني مواقف سياسية مستقلة تأخذ من الالتزام الاجتماعي منطلقا لها مثل الرابور “ديزي دروس ” الذي حرك بأغنيته الأخيرة المياه الراكدة .
فليست المرة الأولى في تاريخ الحكومات المغربية الحديثة يجد الفنان نفسه في مواجهة السلطة السياسية ، فهناك تجارب عدة للمعارضة ، إلا أن تجربة الرابور ” ديزي دروس” ، و التي ظهرت قبل أيام على اليوتوب ومواقع التواصل الإجتماعي ، أعطت عينة جديدة من تجارب الفن الثائر أو موسيقى الراب ، التي إستطاع من خلالها الفنان ، ان يقدم لوحة فنية ساخرة من تدهور الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية بالبلاد ، مستخدما عبارات قوية في نقد شخص رئيس الحكومة ” عزيز أخنوش” .
لاشك أن الرابور ” ديزي دروس ” سيمثل ازعاجا للحزب الحاكم بسبب مواقفه الجريئة والسباقة الى اقحام الفن في السياسة ، فالحمولة الفنية لأغنيته يمكن فهمها في السياق العام الذي يعيشه المواطن من غلاء للأسعار وضعف القدرة الشرائية وتبخر الوعود الإنتخابية ، فقد حاول الرابور إسماع صوت المهمشين والمسحوقين ، و استطاع توظيف ذلك الخطاب الفني في مجتمع تنتشر فيه الأمية والفقر والحساسيات الاجتماعية ، فقدرة الرابور على التأثير ترجع أساسا إلى نمط الخطاب واللغة البسيطة والمباشرة التي مررها عن طريق أغنيته ” مع العشران ” .
وإذا فهمنا أن الخزان الانتخابي الذي أوصل الأحزاب المتحالفة إلى قيادة الحكومة ، تمثله عامة الشعب من البسطاء ، لأدركنا ببساطة قوة الخطاب الفني المعارض وتأثيره على الحكومة التي تحتاج إلى المزيد من المشروعية في أعين معارضيها وبعض الموالين لها ، فضلا عن المواطن المسحوق ماديا واجتماعيا.
وفي المقابل يكاد لا يختلف الشارع المغربي حول تأثير أغنية ” ديزي دروس “، خصوصا في أحياء الفقراء والطبقات المهمشة ، إذ بات من المألوف أن يردد نشطاء ورواد الفيسبوك ومواقع التواصل الإجتماعي، كلمات الأغنية التي تتعاطف مع المسكين والضعيف والمسحوق و تنتقد رئيس الحكومة وحلفائه من الأحزاب الأخرى .