شهدت الدورة الحادية عشرة من “جائزة كتارا للرواية العربية” تألقاً مغربياً لافتاً، حيث تمكن كتاب المملكة من حجز مكان بارز في لائحة الأعمال المتميزة المشاركة، لتتجلى بذلك قوة الإبداع المغربي على الساحة الأدبية العربية.
في فئة الروايات التاريخية، برز اسم الكاتب المغربي خالد بودريف بعمله “القديس: حكاية أندريه فيلودو مار”، ليؤكد على قدرة الرواية المغربية على مزج التاريخ بالحكي الروائي المعاصر. أما فئة الدراسات النقدية، فقد شهدت حضور خمسة نقاد مغاربة بارزين: رشيد الخديري بـ “التأويل الثقافي للرواية”، عادل المجداوي بـ “سرديات العواطف: مقاربة بلاغية للرواية العربية”، عبد الرزاق المصباحي بـ “الرد بالرواية: دراسة في إستراتيجيات السرد الثقافي”، عزيز العرباوي بـ “الرواية العربية المعاصرة: حدود الإبداع والتخييل”، وياسين الشهري بـ “تشكل الصورة في الرواية العربية: رهانات السرد وإمكانات التخييل”، مما يعكس عمق التجربة النقدية المغربية وإسهاماتها المهمة في المشهد العربي.
ولم يقتصر التألق المغربي على الرواية والدراسات النقدية، بل امتد إلى فئة الروايات غير المنشورة، حيث يتنافس كل من زين العابدين الكنتاوي بـ “أم الكردان.. سيرة البلاد والعباد” وكريم فارس بـ “لعنة العبور”، فيما تصدرت المغرب أيضاً فئة روايات الفتيان بمشاركة عائشة بناني عن “أبطال ضوء” ونعيمة فنو بـ “أجنحة من خشب”، مؤكدة بذلك قدرة الكتاب المغاربة على جذب الشباب والقراء الصغار بروايات تحمل القيم والخيال.
وتوضح الأرقام حجم المنافسة العربية في هذه الدورة، إذ بلغ مجموع الأعمال المشاركة 1908 أعمال، منها 923 رواية غير منشورة، و548 رواية منشورة، و238 مشاركة في فئة روايات الفتيان غير المنشورة، و97 دراسة نقدية غير منشورة، و93 رواية تاريخية، و9 روايات قطرية منشورة. هذا التنوع يعكس ثراء المشهد الأدبي العربي وقوة المبدعين المغاربة في مختلف الميادين.
مع هذا الحضور المتميز، يثبت المغرب أنه ركيزة أساسية للإبداع الأدبي العربي، وأن كتّابه قادرون على وضع بصمتهم بقوة في الساحة الإقليمية، بين الرواية، النقد، والخيال الموجه للشباب.
