الوالي علي خليل: ثورة تنموية في الداخلة وادي الذهب تتجاوز الزمن

هيئة التحريرمنذ ساعتينآخر تحديث :
الوالي علي خليل: ثورة تنموية في الداخلة وادي الذهب تتجاوز الزمن

في عالم السياسة والتنمية المحلية، كثيراً ما تظل الخطط على الورق، والأحلام التنموية حبيسة الاجتماعات الرسمية. لكن هناك استثناءات تؤكد أن القيادة الفاعلة ليست مجرد منصب إداري، بل فن القدرة على تحويل الرؤية إلى واقع ملموس. الداخلة وادي الذهب اليوم نموذج حي لهذا الاستثناء، حيث استطاع الوالي علي خليل أن يرسخ مفهوم الثورة التنموية في زمن قياسي، ليس فقط بتدشين المشاريع، بل بإعادة صياغة العلاقة بين المواطن وإدارة الدولة.

منذ تقلده مهامه، لم يكن حضور علي خليل مجرد إشراف بروتوكولي؛ بل كان حضوراً ميدانياً متواصلاً في كل مشروع، من الشارع إلى المؤسسة التعليمية، ومن الملعب الرياضي إلى المركز الصحي. هذا الحضور الميداني ارتبط بتنسيق وثيق مع المجالس المنتخبة على كل المستويات: المجلس الجهوي بقيادة الخطاط ينجا، الجماعة الحضرية تحت رئاسة الراغب حرمة الله، والإقليم مع محمد سالم حمية، لتشكيل فريق تنموي واحد يترجم السياسات إلى واقع ملموس.

فالتدشينات الأخيرة، بمناسبة عيد المسيرة الخضراء، كانت دليلاً واضحاً على قدرة القيادة على الجمع بين الرمزية الوطنية والتنمية الملموسة. ليس مجرد افتتاح مرافق جديدة، بل إشارة قوية إلى أن السياسات العمومية ليست خطاباً على الورق، بل واقع يعيشه المواطن في شوارع المدينة، في مراكزها الصحية، وفي فضاءات الترفيه والتعليم. هذه اللحظة الرمزية لم تُضف قيمة معنوية فحسب، بل عززت الإحساس بالانتماء والمسؤولية المشتركة، مؤكدّة أن الثورة التنموية بقيادة الوالي علي خليل ليست طموحاً فردياً، بل مشروعاً جماعياً يربط بين تاريخ المدينة ومستقبلها.

فالمشاريع التي أشرف على تدشينها الوالي علي خليل لم تكن مجرد بناء مادي، بل تعبير عن رؤية شاملة للتنمية، تربط بين الاستثمار في العنصر البشري، تعزيز البنية التحتية، ورعاية الحياة الاجتماعية والثقافية. من مدينة المهن والكفاءات ومعهد الموسيقى والفنون الكوريغرافية، التي صممت لصقل المواهب وإعداد الكفاءات، إلى المخيم الصيفي والحزام الأخضر الذي يجعل المدينة فضاءً للعيش الكريم والجمال البيئي، تجلت فلسفة التنمية في كل تفصيلة. أما في الرياضة، فقد وضعت الملاعب والقاعات والأحياء الرياضية الشباب في قلب هذه الثورة، مؤكدة أن الاستثمار في الطاقات البشرية هو أداة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة.

وفي الجانب الديني، جاءت مشاريع مثل تشييد مسجد العتيق لتجسيد البعد الروحي والثقافي في التنمية، حيث لا يقتصر اهتمام الإدارة على البنية التحتية المادية فقط، بل يشمل تعزيز قيم الانتماء والهوية الدينية، وتوفير فضاءات للعبادة والتربية الدينية، بما يحقق تكاملاً بين التنمية العمرانية والاجتماعية والروحية.

في القطاع الصحي والاجتماعي، أحدثت مشاريع مثل مركز تصفية الدم ومركز الأشخاص ذوي التوحد والمراكز الصحية الحضرية نقلة نوعية في الخدمات المقدمة للمواطنين، لتؤكد أن التنمية الحقيقية تراعي الاحتياجات اليومية للناس. وفي نفس السياق، تدشين المعهد المتخصص في الصناعة التقليدية ومفرخات الصدفيات والأسواق المحلية يمثل تجسيداً لإستراتيجية الاقتصاد المستدام ودعم المرأة المنتجة، في إطار رؤية شاملة لربط التنمية الاقتصادية بالمجال الاجتماعي.

ما يميز تجربة علي خليل في الداخلة وادي الذهب ليس الكم الهائل من المشاريع، بل البعد الاستراتيجي الذي يربط بين جميع هذه الإنجازات: رؤية متكاملة، تنفيذ سريع، متابعة دقيقة، وتنسيق مستمر بين مختلف مستويات السلطة المحلية. هذه الثورة التنموية تجاوزت الزمن وفرضت نموذجاً يحتذى على المستوى الوطني، لتؤكد أن القيادة الفاعلة قادرة على إعادة رسم خارطة التنمية وتحويل المدينة إلى فضاء نابض بالحياة، حيث يصبح المواطن محور كل إنجاز وكل قرار.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة