كيف يمكن إقناع المواطن مرة أخرى بوعود كاذبة؟
فغالبا ما يقول الديماغوجي في خطاباته : «أنا قادر على إقناعك في كل مناسبة لأنني لست متفننًا في الديماغوجية فحسب بل عبقري وأستطيع أن أقنعك بأن مشاكلك التي تراها بأم عينك ليست إلا باصا لنقل لنقلك من شمال المدينة إلى جنوبها ومن غربها إلى شرقها ».
كم من زعيم خطب خطبة بأسلوب لبق وقال سنقوم بتشغيل المواطنين ، وتعويض الكبار والصغار وسنقضي على البطالة، ونحارب جميع أشكال الفساد، وسنضمن العيش الكريم لجميع المواطنين، والغد سيكون مشرقًا وأفضل من اليوم، وبعد ذلك سنصبح شعبا يحسب له ألف حساب وحساب ووو… ولكن بلا فائدة لأن مضمون الخطابات يستند فقط إلى أقوال لا تقترن بأفعال.
خطابك اليوم فيه الكثير من الكلام الفارغ الذي لا قيمة له، فخلاصته الخداع والنفاق السياسي الذي تتبعه لجذب الجماهير وضمان طاعة المواطنين خطاب فارغ مستهلك ،تحاول من خلاله اللعب على أفكار المواطن المسبقة، كأن تخلق كذبة أنت تعلم مسبقًا أنها ستثير مخاوف الجمهور، ثم تخلق الحلول الخيالية وتقدمها لهم فتظهر بمظهر المنقذ والمنجي مما يخافونه، وبهذا تصمن طاعتهم للأبد.
الغريب في الأمر هو مواصلتك وتركيزك على هذا الأسلوب اللاعقلاني الذي تعتمد فيه على إستقطاب عدد كبير من المغلوبين على أمرهم والذين لا حول ولا قوة لهم في حل المشاكل التي تعوق حياتهم.
الحقيقة أن هناك مشاكل اجتماعية واقتصادية تستدعي إيجاد حلول لها، ولكن كيف يمكن إيجاد حل واقعي ومعقول لحل هذه المشاكل؟ وأين تتجلى المسؤولية في إيجاد الحلول الممكنة؟
واهم كل من يعتقد أن الحل يأتي من طرف ديماغوجي محترف للخطابات الفارغة والوعود الكاذبة .