لم تمر الا ساعات قليلة على موت مستخدمين بغاز الأمونياك حتى انتشر خبر موت عامل بمقهى إثر تعرضه لصعقة كهربائية ، هذا الحادث الأليم يقودنا إلى النبش في تفاصيل معاناة هذه الشريحة من العمال والتي تعتبر الحلقة الأضعف في قطاع المطاعم والمقاهي، والفئة الأكثر تهميشا بين جميع الفئات النشيطة على المستوى الوطني ، فهم عمال يضطرون للعمل ساعات طوال قد تصل إلى ثماني ساعات وأكثر ، ولا يزالون محرومين من أبسط الحقوق التي يكفلها قانون الشغل بالمغرب.
العامل بالمقاهي أو النادل، أصبح “آلة” يقوم بمهام متعددة ، وبأجر زهيد مقارنة مع ما يقدم من خدمات وأعمال ، وبدون ضمان اجتماعي و أي حق من حقوق الشغل ، زد على ذلك أن عمال المقاهي معرضون لأنواع من المخاطر وحوادث الشغل ، لاسيما ما وقع ل (ن) رحمة الله عليه إثر تعرضه لصعقة كهربائية ، و كثيرا ما يصابون عمال المقاهي أثناء اشتغالهم بحوادث كثيرة ، تؤدي بهم في أحيان كثيرة إلى الغياب الاضطراري أو المرض …. ، رغم أن مدونة الشغل صنفت الأمر في خانة حادثة الشغل، غير أن أرباب المقاهي لا يهتمون للأمر، إذ يختارون الطرد كخيار سهل في غياب مفتشي الشغل وإهمالهم الواضح لهذه الفئة ، مع عدم تسجيلهم في الضمان الإجتماعي وتشغيلهم خارج القانون حتى يتملص المشغل من مسؤولياته بسهولة .
إن حديث العامل بمقهى مع مشغله حول الحقوق أمر صعب وقد يكلف العامل طرده من العمل وبالتالي يضطر العديد من العمال إلى التزام الصمت حفاظا على تلك الأجرة الهزيلة وعلى تلك الدريهمات التي يمنحها بعض الزبناء لهم لقاء خدمتهم ، رغم ان الدريهمات القليلة يقبلها عمال المقاهي لأن أجورهم ضعيفة ولا تلبي حاجاتهم اليومية، وهو ما يضعهم دوما تحت رحمة سوء معاملة رب المقهى.
وبحسب المعلومات المتوفرة ، فإن مدونة الشغل المغربية لا تطبق لحد الساعة في المقاهي ، فلا ضمان اجتماعي ، ولا تأمين من حوادث الشغل، ولا حد أدنى للأجور ولا حماية من الطرد ، فقط الاستغلال المفرط، وإن اشتكى أحد العمال أو طالب بحقوقه “المذكورة ” في القانون يطرد بطريقة غريبة ومن دون مقدمات لأن طوابير العطالة تنتظر .
