قال عبد الله بووانو، رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، إن المنظومة الصحية الوطنية تعاني من اختلالات عميقة وفشل واضح في تنزيل الإصلاحات الموعودة، محمّلًا حكومة عزيز أخنوش مسؤولية هذا التعثر الذي بات يهدد مصداقية ورش الحماية الاجتماعية ويقوّض ثقة المواطنين.
وأوضح بووانو، في مداخلة برلمانية، أن مشروع التغطية الصحية الشاملة الذي يعوّل عليه المغاربة لتحقيق العدالة في الولوج إلى العلاج، يصطدم اليوم بجدار من التحديات البنيوية، على رأسها تهميش فئات واسعة من المواطنين، وغياب العدالة في توزيع الموارد والاعتمادات بين القطاعين العام والخاص.
وفي هذا السياق، انتقد بووانو بشدة ما وصفه بـ”تغوّل” المصحات الخاصة، التي قال إنها أصبحت الفاعل الأول في القطاع الصحي، بعدما استحوذت على حوالي 19 مليار درهم من أصل 23 مليارًا خُصصت للمنظومة ككل. واعتبر أن هذا التوزيع غير المتوازن يُفرغ الإصلاح من مضمونه، ويحرم المستشفيات العمومية من الإمكانات الضرورية للنهوض بدورها الاجتماعي.
وأضاف أن هذا الواقع المقلق يتجلى أيضًا في تدني نسبة إشغال الأسرة بالمؤسسات الصحية العمومية، والتي لا تتجاوز 40%، في مشهد يعكس بجلاء حجم التراجع الذي يعيشه القطاع العمومي، مقابل التمكين المتزايد للقطاع الخاص، في تغييب شبه تام لمبدأ الإنصاف والعدالة المجالية.
واعتبر بووانو أن استمرار هذا النهج سيُفضي إلى تكريس العلاج كامتياز طبقي بدل أن يكون حقًا دستوريًا مكفولًا لجميع المواطنين، داعيًا الحكومة إلى مراجعة سياساتها الصحية على نحو يضمن التوازن بين النجاعة الاقتصادية والعدالة الاجتماعية.
