مراسلة /
في سابقة هي الأولى من نوعها كشف الشيخ المامي أحمد بازيد
رئيس جمعية السلام عن وجود موقع أثري استثنائي مهم في قلب صحراء جهة الداخلة وادي الذهب يعيد الى الجهة مركزيتها التاريخية كملتقى تجاري ونقطة رئيسية لتجارة قوافل الصحراء في الغرب الافريقي، وذلك في سياق المحاضرة التي ألقاها في اللقاء الدارسي الذي نظمه المعهد الوطني لعلوم الاثار والتراث INSAP بشراكة مع جمعية السلام لحماية التراث البحري يوم السبت 2 مارس 2023. حيث قام رئيس الجمعية بإماطة اللثام عن خرائط و وثائق تاريخية تشير الى وجود بناية برتغالية تعود الى القرن الخامس عشر في منطقة تنواكه الواقعة باقليم وادي الذهب، و اكد الشيخ المامي ان هذا الموقع ذكر في عدة تقارير منها وثيقة صادرة سنة 1887عن البعثة الاستكشافية الاسبانية التي ترأسها المهندس الاسباني خوليو سيرفيرا JULIO CERVERA (1854 – 1927)، خلال زيارتها للموقع حيث يصفها قائلا : ″ في نـﯕجير توجد آبار تينواكا، والتي لا يزال بإمكانك رؤية أنقاض مصنع برتغالي قديم في محيطها ‟ ، الى جانب عدة تقارير كولونيالية أخرى فرنسية من ابرزها تقرير المجلة الفرنسية Revue du monde musulman في عددها الصادر سنة 1921 التي اشارت الى أن هذه المنشأة البرتغالية تقع في سبخة تنواكه التي اعتبرتها من أهم مناجم الملح بعد تاودني بمالي و إيجيل بموريتانيا .
واكد الشيخ المامي أن احتكاك البرتغاليين بسواحل جهة الداخلة وثقه المؤرخ البرتغالي خواو دي باروس João de Barros (1496 – 1570) حيث يصف كيف لقي القائد البرتغالي سنترا حتفه نتيجة مقاومة الساكنة للإستعباد، في حادثة شهيرة بين سنتي (1445 م/1444م) ،وخلدها المكان الذي لازال يحمل اسمه إلى اليوم في ساحل جهة وادي الذهب، هذه الحادثة دفعت البرتغال الى مراجعة سيساتها الاستعمارية ومحاولىة توسيع مجال تجارتها ليشمل العمق الصحراوي . حيث تؤرخ لذلك رحلة جوآو فرنانديش (João Fernandes) في صحراء جهة وادي الذهب التي مكث فيها سبعة أشهر(1445م) ليخرج لنا أحد أقدم النصوص التاريخية حول وضعية هذه الجهة ومحيطها من زواية برتغالية دونها المؤرخ غوميش أيانيش دي آزورار Gomes Eanes de Zurara (1400-1474) .
ولتوسيع افاق البحث الاثري و التاريخي خاصة في التراث الثقافي المغمور دعا الشيخ المامي طلبة المعهد الى الاجتهاد في دراسة تاريخ السواحل الذي لازال خصبا، منوها الى ان معرفة الساحل تمكن من العثور على مواقع اثرية جديدة في عمق البحار و اليابسة، مشيرا في ذات الصدد الى الدراسة التي أصدرتها الجمعية المعنونة ب: ″التراث الثقافي المغمور بالمياه ثروة الصحراء المجهولة ‟والتي تتضمن مؤشرات و معطيات تاريخية جديدة . ولتوسيع افاق البحث الاثري و التاريخي خاصة في التراث الثقافي المغمور دعا الشيخ المامي طلبة المعهد الى الاجتهاد في دراسة تاريخ السواحل الذي لازال خصبا،منوها الى ان معرفة الساحل تمكن من العثور على مواقع اثرية جديدة في عمق البحار و اليابسة، مشيرا في ذات الصدد الى الدراسة التي أصدرتها الجمعية المعنونة ب: ″التراث to الثقافي المغمور بالمياه ثروة الصحراء المجهولة ‟والتي تتضمن مؤشرات و معطيات تاريخية جديدة .
و في كلمته الافتتاحية عبر مدير المعهد الوطني لعلوم الاثار والتراث السيد عبد الجليل بوزوكار عن أهمية هذا اللقاء الدراسي الذي تزامن تنظيمه مع إطلاق شعبة التراث المغمور بالمياه بالمعهد، و تميز اللقاء بمشاركة هيئة الشارقة للأثار بالإمارات العربية المتحدة، في شخص مديرها العام الدكتور عيسى يوسف الذي قدم عرضا قيما حول مجالات اشتغال الهيئة ودورها في حماية التراث الثقافي الساحلي والمغمور بالمياه، وأشاد دكتور عيسى بدور المعهد الوطني لعلوم الاثار والتراث INSAP وجهوده البحثية في خدمة التراث الثقافي، كما عبر عن انفتاح الهيئة على تجربة جمعية السلام في مجال التراث الثقافي المغمور بالمياه. و شهد اللقاء مشاركة عدد من الشخصيات العلمية والاكاديمية.
وقدم السيد عز الدين كرا ممثل اتفاقية اليونيسكو 2001 بالمغرب عرضا حول هذه الاتفاقية ، وأطرت أستاذة التعليم العالي بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث السيدة ربيعة حجيلة محورا مهما عن التراث الثقافي و مستقبل البحث الاكاديمي في التراث المغمور بالمياه بالمغرب ، في حين قدمت رئيسة قسم التراث المنقول والتراث المغمور بالمياه السيدة شميشة كون، عرضا قيما حول استراتيجية مديرية التراث الثقافي في التدبير الإداري للتراث المغور بالمياه.