يشهد قطاع الصحة بجهة الداخلة – وادي الذهب ضغوطاً متزايدة نتيجة الخصاص في عدد من التخصصات الحيوية داخل المستشفيات ومؤسسات الرعاية الصحية الأولية، إضافة إلى المراكز الصحية المتخصصة، مثل المركز المرجعي للصحة الإنجابية، ومركز تشخيص وعلاج الأمراض التنفسية، ومختبر الصحة العمومية.
ويشير المكتب الجهوي للجامعة الوطنية لقطاع الصحة، المنضوي تحت لواء الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب (UNTM)، إلى وجود نقص ملموس في فئات الممرضين، خاصة في تخصصات التخدير والإنعاش والمتعدد التخصصات، إضافة إلى تقنيي المختبر والأشعة والقابلات، والمساعدين في المجال الطبي الاجتماعي. ويضيف المكتب أن هذا النقص يتفاقم بفعل الانتقالات المتكررة للمهنيين نحو جهات أخرى، ما ينعكس سلباً على جودة واستمرارية الخدمات الصحية.
وتأتي هذه المطالب بعد توصل المكتب الجهوي بعريضة موقعة من طرف مجموعة من الممرضين وتقنيي الصحة والمساعدين الطبيين، يعبرون فيها عن الحاجة الملحة لتفعيل التوظيف الجهوي الاستثنائي، وفق منشور وزير الصحة رقم 4692 الصادر في فبراير 2020. وتشير المعطيات إلى أن عدداً كبيراً من خريجي المعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة في الداخلة، إضافة إلى خريجي المعاهد على الصعيد الوطني، لا يزالون مدرجين في لوائح الانتظار أو يعانون من البطالة، رغم توفرهم على الكفاءات الضرورية لسد الخصاص.
ويشير المكتب الجهوي أيضاً إلى نتائج الاجتماع الذي عقدته اللجنة الوطنية للجامعة الوطنية للقطاع مع مديرية الموارد البشرية بوزارة الصحة بتاريخ 02 شتنبر 2025، والذي خلص إلى ضرورة تسريع وتيرة التوظيف الجهوي واستثمار جميع الكفاءات المتاحة لضمان استمرارية الخدمات الصحية.
وتعكس هذه المطالب انخراط المكتب الجهوي في مختلف المشاريع الإصلاحية الكبرى للمنظومة الصحية الوطنية، بما فيها الورش الملكي لإعادة هيكلة المنظومة الصحية، بهدف تعزيز جودة الرعاية الصحية الأولية وتقريبها من المواطنين، خصوصاً مع بناء وتجهيز عدد من المراكز الصحية الجديدة بالجهة.
في هذا السياق، يؤكد خبراء الصحة أن فتح مباريات توظيف جهوية استثنائية شاملة لجميع التخصصات يعد خطوة ضرورية لضمان جودة الخدمات الصحية واستمراريتها في جهة الداخلة – وادي الذهب، ومواكبة الإصلاحات الرامية إلى تقوية المنظومة الصحية الوطنية.













