يستعد حزب الأصالة والمعاصرة لإحداث تحول بارز في هيكل قيادته، خلال دورة مجلسه الوطني المرتقبة نهاية هذا الأسبوع، عبر التخلي عن صيغة القيادة الثلاثية لصالح قيادة موحدة تُسند مهامها لفاطمة الزهراء المنصوري، المنسقة الوطنية الحالية. هذا التوجه الجديد يأتي ضمن مبادرة يتضمنها جدول أعمال المجلس الوطني، الذي أعلن عنه المكتب السياسي للحزب، والذي يقتصر على نقطة فريدة، اعتُبرت مؤشراً على تغيير تنظيمي عميق يلوح في الأفق.
ويأتي هذا التغيير في سياق استعداد الحزب لخوض غمار الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، وهو ما دفعه، وفق مصادر مطلعة تحدثت إلى “كواليس الريف”، إلى مراجعة آليات تدبيره التنظيمي، في أفق توحيد القرار السياسي وتعزيز الانسجام الداخلي. وكانت القيادة الثلاثية قد أُحدثت في أعقاب المؤتمر الوطني الخامس للحزب في فبراير من السنة الماضية، وتكونت من المنصوري إلى جانب المهدي بنسعيد وصلاح الدين أبو الغالي، الذي تم لاحقاً تجميد عضويته وتعويضه بفاطمة السعدي.
ويمثل المجلس الوطني الجهاز المخول له اتخاذ قرارات استراتيجية، من بينها انتخاب الأمين العام أو إعادة تشكيل القيادة الحزبية. وبذلك، يُتوقع أن تشهد الدورة المقبلة لحظة حاسمة في مسار الحزب، من خلال إقرار هيكلة تنظيمية جديدة تقطع مع تجربة التعدد القيادي، وتعزز من مكانة فاطمة الزهراء المنصوري كوجه قيادي بارز يراهن عليه الحزب لقيادة المرحلة المقبلة بثبات ووضوح رؤية.
