الساحل بريس
في شهادة استثنائية، كشف الصحفي المغربي البقالي عن تفاصيل رحلته المثيرة على متن سفينة حنظلة، التي أبحرت في مهمة رمزية نحو غزة، لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض منذ سنوات على القطاع. رحلة لم تكن عادية، بل كانت اختبارًا حقيقيا للضمير الإنساني، دامت عشرة أيام، جمعت بين الإبحار، والاعتقال، والتحقيق، والترحيل.
> “لسنا أبطالا… فقط تعلمت درسًا عميقًا في الإنسانية”، هكذا وصف البقالي مشاركته في المبادرة، التي وإن لم تصل إلى شواطئ غزة، إلا أنها كما قال “حاصرت الحصار”.
سفينة بـ21 قلبًا… وديانات متعددة جمعتها فلسطين
سفينة “حنظلة”، التي حملت اسم رمز المقاومة الفلسطينية، جمعت على متنها 21 مشاركًا، ينتمون إلى أكثر من عشر جنسيات مختلفة، ويمثلون ديانات وأعراق وثقافات متعددة. كان بينهم مسلمون، مسيحيون، وبشكل لافت… يهود أمريكيون وإسرائيليون، أحدهم حافظ على جواز سفره الإسرائيلي، ليحرج سلطات الاحتلال ويوثق عنصريتها.
اعتقال في المياه الدولية… والمفارقة: “قرصنة موثقة بكاميرات خفية”
أوقفت البحرية الإسرائيلية السفينة في المياه الدولية، في خطوة وصفها البقالي بالقرصنة، وتم اقتيادهم بالقوة وسط معاملة مهينة وضغوط نفسية. “كنا قد ثبتنا كاميرات خفية وثّقت كل شيء”، يضيف الصحفي، مشيرًا إلى أن اليهود انتبهوا متأخرين إلى ضرورة إزالت الكاميرات في اللحظات الأخيرة.
تكييف قانوني للتهمة… والضغط بورقة السجن
السلطات الإسرائيلية سعت إلى تكييف التهمة على أنها اختراق للحدود، رغم أن العملية كانت في نطاق دولي. ورغم أن ضرب السفينة كان مستبعدًا بحكم الجنسيات المتنوعة، إلا أن القلق الأكبر كان من الاحتجاز طويل الأمد. ومع ذلك، تم الإفراج عنهم لاحقًا، دون التوقيع على أي وثيقة تمنعهم من العودة إلى غزة.
فلسطين في قلب المغاربة… وباب المغاربة شاهد
في ختام حديثه، أكد البقالي أن القضية الفلسطينية ليست فقط قضية سياسية بل قضية إنسانية بامتياز، مضيفًا: “هي قضيتنا نحن المغاربة أيضًا، والدليل في التاريخ، في باب المغاربة، وحارة المغاربة، وفي كل اسم من أسماء القدس التي تنطق بانتمائنا”.