بقلم : الصغير محمد
في جهة الداخلة وادي الذهب، حيث يواجه المنتخبون تحديات كبيرة في تطوير الخدمات وتحقيق تطلعات المواطنين، يظل المسؤول أمام اختبار حقيقي لقيمه وأخلاقه. وفي هذا الإطار، تظل الأبيات الحسانية للشاعر حكمة صافية، تقول:
“خير تواسيه لحد أنساه، والإساءة فيك أخير تفوت”
“وخـير توسالك لا تنساه، لا تنسى مولان والموت”
ليست مجرد كلمات تُتلى، بل هي خريطة طريق لكل منتخب أو معين بجهة الداخلة وادي الذهب. فهي تذكّر بأن الخير الحقيقي يُقدّم بلا انتظار مقابل، وأن الإساءات يجب أن تمر مرور الكرام دون أن تثقل القلب.
فالمنتخب الذي يخدم مجتمعه، سواء كان رئيس جماعة، مستشارًا جماعيًا أو برلمانيًا، مطالب بأن ينسى الإساءات الصغيرة، وأن يركز على الخير الذي يمكن أن يقدمه للساكنة. في المقابل، عليه أن يقدّر كل معروف يُقدّم له، مهما كان صغيرًا، فهو جزء من الوفاء بالواجب ومسؤولية تعزيز الثقة بينه وبين الناس.
تلك الأبيات توجه رسالة واضحة للمنتخبين: أن مسؤوليتكم أسمى من مجرد إدارة شؤون يومية، فهي رسالة أخلاقية قبل أن تكون إدارية. فالتعامل مع الناس بعدل ورحمة، والارتقاء فوق الضغائن والصغائر، هو ما يجعل عملكم أكثر حكمة وإنسانية.
وفي جهة الداخلة وادي الذهب، حيث تتطلب التنمية استثمار كل الإمكانيات وتعزيز التواصل مع السكان، يصبح تذكر الجميل ومراعاة حقوق الناس أساسًا للعمل الناجح. فالخير والإحسان والإكرام للناس عنوان يبقى، بينما الإساءات والمكروه زائل.
إن السير بهذه القيم هو ما يميز المسؤول الصالح، ويجعل من قيادته مصدر إلهام للآخرين، ويجعل من جهة الداخلة وادي الذهب مثالًا للمسؤولية النزيهة والإنسانية الراقية.