يحتفل الشعب المغربي بذكرى 14غشت ، كمناسبة لتأكيد التمسك الراسخ للشعب المغربي بمغربية الصحراء وبالوحدة الوطنية والترابية ، فهي مناسبة نستحضر فيها الكثير من الملاحم البطولية التي سطرها الأجداد وكذلك محطة تاريخية في ملحمة الوحدة الترابية وتكريس المسار التنموي على إمتداد 43 وأربعين سنة ،
حيث يشكل استرجاع إقليم وادي الذهب إلى حظيرة الدولة المغربية مناسبة لاستحضار محطة وطنية تاريخية كبرى في ملحمة الوحدة وعودة الأراضي المستولى عليها تدريجيا إلى حضن الوطن، وملحمة وطنية أعطت ثمارها في استرجاع ما تبقى من الأراضي التي كانت مستعمرة من طرف الإسبان.
فإقليم وادي الذهب وكما نعلم جميعا ، دخل ومنذ استرجاعه على غرار عمالات وأقاليم الصحراء المغربية، في مسلسل طويل من التنمية والرخاء والازدهار على جميع المستويات، تعزز بالانخراط في صلب “النموذج التنموي للصحراء” الذي كانت له آثار إيجابية على مستوى التنمية وخاصة على مستوى عيش السكان ، في ظل المشاريع التنموية الكبرى المفتوحة بالمنطقة على أكثر من مستوى؛ من قبيل مشروع الطريق السريع “تزنيت الداخلة” الذي سيكون شريانا للتنمية بامتياز، ومشروع بناء ميناء الداخلة الأطلسي الذي سيحول الصحراء المغربية إلى مركز ثقل مينائي بحري مغربي إفريقي، على غرار ميناء طنجة المتوسطي الذي دعم القدرات المينائية والتجارية للمغرب المتوسطي، وهي منجزات ومكاسب تنموية من ضمن أخرى ما كان لها أن تتحقق على أرض الواقع لولا التلاحم بين العرش والشعب والإيمان المشترك بقضية الصحراء المغربية التي لن نتصور مغربا إلا بها ومعها وفي ظلالها.
ذكرى 14 غشت ذكرى مجيدة لا بد وأن تكون قوة دافعة نحو المزيد من التعبئة الداخلية لصون اللحمة الوطنية وتعزيز أواصر التلاحم بين الشعب والعرش أكثر من أي وقت مضى .