سابقا قبل جائحة كورونا ، كان سائقي سيارات الأجرة الكبيرة ، قادرين على تأمين معيشتهم وطبابتهم وتعليم أولادهم… وأكثر ، رغم «الحديث المتواصل عن الإكراهات وضعف المردودية» الذي إعتاده الركاب من السائقين، منذ الأزل، إلا أن تلك المهنة كانت تطعم خبزا، وتصلح أيضا لإدخار دريهمات ، على حد قول أحد السائقين بعبارات يملؤها الحزن «كان فيها صريف وداب غير تمارة على والو » .
فمهنة سائق طاكسي كبير كانت تسمح له، بتوفير مسلتزماته اليومية ، فمن كان يملك سيارة أجرة كبيرة ، كان يجني أكثر من معاش موظفين بعينهم .
سنتان من الانهيار بسبب الجائحة … والثالثة تأتي، أوصلت السائقين إلى تحت الأرض، فبسبب الجائحة لم يعد بمقدور الكثير منهم تأمين الأساسيات من أكل وشرب ودواء ، فلم يحدث السقوط دفعة واحدة مع بداية الأزمة، حيث كان السائقون لا يزالون قادرين على تأمين لقمة عيشهم، إلا أن أسعار المحروقات كانت تزيد بجداول أسبوعية ، ما جعلهم عاجزين عن توفير قوتهم اليومي ومصاريفهم الشخصية والعائلية ، حتى بدأ الانهيار يكبر و إرتفعت أسعار المواد الغذائية وقل عدد المسافرين بشكل كبير ما زادهم معاناة على معاناة، وأضحى كل شيئ صعب ومكلف للغاية .