في ظل التحولات التنموية الكبرى التي تشهدها جهة الداخلة وادي الذهب، يتصدر ملف العقار الواجهة من جديد، مع بروز عروض عقارية لافتة في محيط المشاريع الاستراتيجية، وعلى رأسها تجزئة السعادة 2 الواقعة بالقرب من الميناء الأطلسي الجديد.
وتشهد هذه التجزئة مؤخرًا إقبالًا متزايدًا بفعل الحملة الواسعة التي يقودها عدد من السماسرة والوسطاء العقاريين، الذين يسوّقون المشروع على أنه فرصة استثمارية واعدة بأسعار تنطلق من 40.000 درهم فقط للبقعة الأرضية، مع تركيزهم على الموقع الجغرافي المحاذي لأحد أكبر المشاريع الوطنية التي يعوّل عليها في تحويل الداخلة إلى قطب اقتصادي إفريقي.
ويؤكد عدد من المتتبعين أن النشاط التسويقي المحيط بتجزئة السعادة 2 يكشف عن تحول جديد في خارطة العقار بالمنطقة، حيث أصبحت المشاريع العقارية تواكب الأوراش الكبرى وتتمركز حولها، ما يخلق دينامية ملحوظة، لكنها تستوجب أيضًا مراقبة صارمة وتنظيمًا أوضح لتفادي أي استغلال أو تضليل للمواطنين.
في المقابل، يتساءل مواطنون ومهنيون عن الوضعية القانونية للبقع المعروضة، ومدى وضوح الوثائق وشفافية المساطر، خاصة وأن عدداً من العروض يتم الترويج لها بشكل مباشر من قبل وسطاء معتمدين عبر صفحات مهنية منظمة.
وبالرغم من ذلك، فإن الإقبال على هذه التجزئة يعكس الثقة المتزايدة في مستقبل الداخلة كمجال استثماري واعد، لاسيما بعد تسارع وتيرة الأشغال في الميناء الأطلسي، وظهور مشاريع موازية في مجالات السياحة والتصنيع والتوزيع.
ويُتوقع أن يشهد سعر البقع الأرضية في تجزئة السعادة 2 ارتفاعًا ملحوظًا مع قرب انتهاء أشغال الميناء، حيث يرجح عدد من الخبراء أن ترتفع الأسعار لتصل إلى ضعف قيمتها الحالية، مما يجعل الاستثمار في هذه المرحلة فرصة لا تتكرر للاستفادة من عائد محتمل كبير في المستقبل القريب.
وإلى جانب المشاريع الكبرى، تشهد الداخلة مشاريع تهيئة كبرى على مستوى البنية التحتية والخدمات الحضرية، ستجعل منها بحق جوهرة بإمتياز على الساحل المغربي، تعزز مكانتها كوجهة استثمارية وسياحية متميزة، وتفتح آفاقًا جديدة للنمو الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة.
وتظل تجزئة السعادة 2 نموذجًا لحركية سوق العقار بالداخلة، لكنها في الوقت ذاته تفتح الباب أمام نقاش أوسع حول الحاجة إلى تنظيم السوق، وتوفير المعلومة العقارية للمواطن بشكل شفاف، في أفق مواكبة التحولات التنموية الكبرى التي تعرفها المدينة.