تُعد مدينة الداخلة من بين المدن المغربية التي تشهد نمواً حضرياً متسارعاً، وتحولاً اقتصادياً لافتاً خلال السنوات الأخيرة، إلا أن هذا الزخم التنموي يصطدم بغياب بنيات تحتية أساسية تواكب تطلعات الساكنة، ومن بينها سوق منظم ومؤطر لبيع وشراء السيارات المستعملة.
ففي الوقت الذي تتوفر فيه مدينة العيون على فضاء مخصص لتداول هذا النوع من المركبات، يجد المواطنون في الداخلة أنفسهم مضطرين للجوء إلى أزقة الأحياء أو صفحات الإنترنت للبحث عن سيارات مستعملة، وسط غياب التنظيم، وانعدام الشفافية.
الطلب يتزايد والعرض عشوائي
تشهد الداخلة تزايداً ملحوظاً في عدد مقتني السيارات، سواء من المواطنين المحليين أو القادمين من مدن أخرى، وهو ما أفرز سوقاً موازية غير منظمة لبيع المركبات المستعملة، تتم عبر صفحات فيسبوكية ، ما يجعل الزبون عرضة للغش .
سوق موحد مطلب ملح
إن الضرورة تستدعي إحداث سوق جهوي لبيع السيارات المستعملة يراعي المعايير التنظيمية والتجارية، على غرار ما هو معمول به في مدن مثل العيون وأكادير، مع توفير البنية التحتية المناسبة (مواقف، مكاتب للتوثيق، خدمات ميكانيكية، التأمين…).
وفي هذا الإطار فإن إنشاء هذا المرفق من شأنه أن يحد من فوضى البيع العشوائي، ويخلق فرص شغل جديدة، ويُدر مداخيل مهمة على الجماعة الترابية، ناهيك عن حماية المستهلك وتوفير بيئة آمنة للتعاملات.
وفي الأخير ، فبين الدينامية التي تعرفها الداخلة والمطالب الاجتماعية والاقتصادية لساكنتها، يبقى إحداث سوق منظم للسيارات المستعملة خطوة ضرورية لترجمة الإرادة التنموية على أرض الواقع، وتوفير فضاء عصري يستجيب لحاجيات السكان وينعش الدورة الاقتصادية بالجهة.