شهدت جهة الداخلة – وادي الذهب موجة استياء عارمة في أوساط الزوار والمشتغلين بالقطاع السياحي، عقب إغلاق السلطات المحلية للمنفذ الوحيد المؤدي إلى موقع “لغْرِيد” (La Dune Blanche)، بدعوى تخصيصه لتصوير لقطات من فيلم سينمائي عالمي.
وفي تطور لافت، نشر أحد الشباب العاملين في السياحة شريط فيديو على صفحته الشخصية، يوثق لحظة توقيف سيارات تقل سياحًا أجانب من طرف السلطات، ومنعهم من الوصول إلى الموقع، دون تقديم تفسيرات مباشرة لهم، وهو ما خلف موجة من التعليقات الغاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويُظهر المقطع المصور مشاهد لسياح في حالة ارتباك وذهول، بعدما تم إبلاغهم في عين المكان بأنه غير مسموح بالولوج إلى “الكثيب الأبيض” خلال فترة التصوير، رغم أن المنطقة تُعد من أكثر النقط الطبيعية جذبًا في الداخلة، بفضل تميزها الجغرافي بين البحر والرمال.
ويعتبر فاعلون سياحيون أن القرار في حد ذاته مفهوم إذا تعلق الأمر بإنتاج سينمائي دولي يعزز إشعاع المنطقة، لكنهم في المقابل ينتقدون غياب التواصل المسبق، وعدم اتخاذ تدابير بديلة لتنظيم الولوج أو إعلام وكالات الأسفار والزوار بذلك.
وأكد مهنيون في النقل السياحي أن أي جهة رسمية لم تتواصل معهم من أجل إبلاغهم بالموعد الذي يمكنهم فيه استئناف التوجه نحو “لغريد”، وهو ما فاقم حالة الغموض والارتباك في صفوفهم، خاصة أنهم يعتبرون الموقع محطة أساسية في جولاتهم اليومية.
كما أشاروا إلى أن السلطات فتحت الطريق نحو “لغريد” يوم الجمعة الماضي فقط، وأُبلغوا لاحقًا بأن الموقع سيكون متاحًا للزوار مجددًا ابتداءً من يوم 24 من الشهر الجاري، أي بعد فترة طويلة من التوقف دون إشعار مسبق.
وذكر بعض المهنيين أن عدداً من السياح ألغوا رحلاتهم إلى مدينة الداخلة، بعدما علموا أنهم لن يتمكنوا من زيارة “لغريد”، الوجهة التي كانت تمثل الدافع الرئيسي لزيارتهم للمنطقة.
واعتبر مهنيون في القطاع السياحي أن القرار المفاجئ بإغلاق الطريق دون إشعار مسبق أو وضع إشارات توضيحية، خلق ارتباكًا كبيرًا وأساء لتجربة العديد من الزوار، خاصة أن توقيت المنع تزامن مع ذروة الموسم السياحي وتوافد عدد كبير من السياح من داخل وخارج المغرب.
كما نبهوا إلى أن غياب التنسيق المسبق والتواصل مع الفاعلين السياحيين قد يؤدي إلى فقدان الثقة في الجهة كمقصد سياحي، خصوصًا لدى وكالات الأسفار التي تعتمد على المصداقية في التعامل مع زبنائها.
ويبقى “لغْرِيد” أحد رموز الجاذبية السياحية بالداخلة، وقد أصبح في السنوات الأخيرة وجهة مفضلة للزوار والمخرجين على حد سواء، ما يستدعي – بحسب المتتبعين – اعتماد مقاربة تشاركية ومسؤولة في تدبير الموقع، تحفظ سمعته وصورته أمام الزوار والعالم.