أكد الرئيس الجديد لبرلمان أمريكا الوسطى “البرلاسين”، أمادو سيرود سيفيدو، أن انضمام البرلمان المغربي كعضو ملاحظ دائم لدى هذا الاتحاد البرلماني الجهوي يشكل دعامة أساسية في عمله المؤسسي، معبرا في الوقت ذاته عن امتنانه وتقديره الكبير للدور الذي يضطلع به مجلس المستشارين في تقوية العلاقات بين المغرب وبلدان أمريكا الوسطى.
وذكر بلاغ لمجلس المستشارين أن هذا التأكيد جاء خلال المباحثات التي جمعت أمس الجمعة بمقر برلمان أمريكا الوسطى بالعاصمة غواتيمالا، سيفيديو بالممثل الدائم لمجلس المستشارين لدى “البرلاسين”، المستشار أحمد الخريف.
وخلال هذا اللقاء، عبر ممثل مجلس المستشارين عن اعتزازه بمسار العلاقات المتميزة بين البرلمان المغربي وبرلمان أمريكا الوسطى، والتي حققت الكثير من المكتسبات في وقت وجيز، حيث استعرض في هذا السياق أهم المحطات التي ميزت مسار العلاقات الثنائية بين مجلس المستشارين و”البرلاسين”، بدءا ب”إعلان العيون” الذي توج الاجتماع التاريخي المشترك لمكتب مجلس المستشارين والمكتب التنفيذي لهذا الاتحاد البرلماني الجهوي في يوليوز 2016، والذي عبر فيه هذا الأخير عن دعمه للوحدة الترابية للمملكة المغربية، مرورا بالقرار الداعم للتدخل السلمي للمغرب بالمعبر الحدودي للكركرات، ووصولا إلى القرار الأخير بالارتقاء بوضع مجلس المستشارين من صفة عضو ملاحظ دائم الى صفة شريك متقدم والذي تم الإعلان عنه خلال استقبال رئيس مجلس المستشارين النعم ميارة من طرف رئيس وأعضاء المكتب التنفيذي لبرلمان أمريكا الوسطى في 14 فبراير 2022.
وبعدما استعرض مستجدات ملف القضية الوطنية وكل المكتسبات التي حققها المغرب في مسار تأكيد مغربية صحرائه، لم يفت أحمد الخريف، التنويه بمواقف برلمان أمريكا الوسطى الداعمة للقضية الوطنية للمملكة، مذكرا في هذا الصدد بمضامين “إعلان العيون” التي دعم من خلالها برلمان أمريكا الوسطى جهود المغرب والأمم المتحدة لإيجاد حل سلمي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية بما يضمن الوحدة الترابية للمملكة، حيث أكد الخريف في هذا الاطار أن هذا الاعلان سيظل وثيقة مرجعية في علاقة البرلمان المغربي ببرلمان أمريكا الوسطى.
من جهته، أعرب أمادو سيرود سيفيدو الذي كان مرفوقا بأعضاء المكتب التنفيذي لبرلمان أمريكا الوسطى، عن استعداده لمواصلة تمتين العلاقات المتميزة بين المؤسستين التشريعيتين، والعمل المشترك من أجل تعزيزها وترسيخها من خلال بلورة برامج ملموسة تخدم قضايا ومصالح شعوب المنطقتين، مبرزا في هذا الصدد أن مكانة المغرب وموقعه الجيو استراتيجي يجعل منه بوابة لدول المنطقة للتقارب والانفتاح وبناء جسور التعاون مع بلدان افريقيا والعالم العربي إلى جانب الاستفادة من التجارب الرائدة للمملكة خصوصا في مجالات الطاقات البديلة وسياستها النموذجية في التعامل مع القضايا المرتبطة بالهجرة.
ودعا سيفيدو في هذا الصدد، إلى تفعيل وتنزيل مقترح رئيس مجلس المستشارين، بعقد منتدى برلماني مشترك يتناول مختلف القضايا المرتبطة بالهجرة والمهاجرين.
وبخصوص النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، أبرز رئيس برلمان أمريكا الوسطى أن المواقف التي ذكرها الخريف والتي يعبر عنها “البرلاسين” في هذا الشأن نابعة من كون هذه الهيئة البرلمانية تأسست أواسط الثمانينات على أنقاض الحرب، وهو ما يجعلها مناصرة للحلول السلمية وكل المبادرات الرامية الى إرساء التعايش السلمي.
وتجدر الاشارة الى أن المستشار أحمد الخريف شارك عقب هذا اللقاء، في أشغال الجمعية العامة ل “البرلاسين”، والتي أدى خلالها القسم الذي يجدد من خلاله برلمان أمريكا الوسطى ترسيم عضويته كممثل دائم لمجلس المستشارين لدى هذه الهيئة البرلمانية الجهوية، بعدما تولى هذه المهمة ابتداء من سادس يناير 2016.
وفي كلمته بهذه المناسبة، عبر الخريف عن اعتزازه بمواصلة العمل ممثلا لمجلس المستشارين لدى هذا الاتحاد البرلماني الوازن بمنطقة أمريكا اللاتينية ككل، مؤكدا أن الأولوية التي منحها مجلس المستشارين لتعزيز العلاقات مع برلمانات أمريكا اللاتينية لم تكن مجرد اختيار ظرفي، بل قناعة راسخة مبنية على خيار استراتيجي للمملكة المغربية لتعزيز التعاون جنوب-جنوب، وهو الخيار الذي يرعاه ويقوده صاحب الجلالة الملك محمد السادس.