لقد اصطدمنا بسياسيين عانينا معهم ، من أسوء الأزمات ؛ في زمن تراجيدي افتقرت فيه فئات كثيرة من المجتمع إلى من يمارسون السياسة بطرقها المشروعة ، حتى أصبحنا نتعطش لأشخاص سياسيين ، لعلنا ننجو من هذه الأزمات المعقدة .
ورغم ذلك يبهرك وجود السياسيين الانتهازيين بكثرة بيننا والذين يلقبون أنفسهم بتجار السياسة ، فتجد شهية الشر فيهم مفتوحة ، جاهزين لبيع معاناة المواطن أوتأجيرها لفترة معينة ، رغم علمهم أن أغلبية المواطنين ملو من هذه العقليات إلا أنهم ماضون في خططهم الإنتهازية ،فمن البديهي أننا لا نستطيع العيش مع هكذا أشخاص يمارسون السياسة وفق منطق المرابحة، فاليوم فقدنا العنصر الأساسي للحياة السياسية المتمثل في وجود كفاءات تمارس السياسة بطرق مشروعة واضحة ومعلومة ، ولكن و للأسف الشديد ففي كل أزمة تعصف بنا أو بلوكاج مخطط له ، هناك مستفيدون يفتقرون لروح الإنسانية لدرجة أنهم جعلوا من إنتظارات المواطن تجارة مربحة ، بل تجارة مضحكة مبكية ، حتى أصبح من لا يملك منصبا ومالا ونفوذا محرم عليه ممارسة السياسة.
فتالله لا أخفي عليكم أنني أشفق على هذا الزمن الذي لم أعش مثل أحداثه من قبل، زمن الإنتهازية وبيع الأوهام ، زمن سلب منا كل شيء في لمح البصر .
حقا ففي السياسة كل شيئ ممكن إلا أننا لم نر مثل هذا الطمع والهلع الذي أصاب أشخاصا بعينهم ، ربما لأننا لم نعش زمن الأطماع وتحقيق المصالح الشخصية ؟ فنحن لا نعلم ما سوف ينتج عن ذلك من مصائب ونوائب ، وصحيح أننا كنا نسمع قصصا عن ساسة إشتهروا بالإنتهازية ، ولكن لم نتخيل بأن يصل بعضهم اليوم إلى هذا الوضع القاسي من الإنتهازية وحب المصالح الشخصية !
فيا أيها الناس أخبرونا أن للساسة الفاسدين عمرا لا يتجاوزونه ، وأن صدق الإنسان ونبله قد يؤثر فيهم إلى أن يفقدوا قدرتهم وإنتهازيتهم .
فلاجدال أن السياسة تغيرت ، ففي الماضي كانت تمتاز بشيئ من الصدق والإستقامة ، والآن أصبحت إنعدم كل شيئ فيها وباتت تشعرنا وكأننا في عالم مغلق تعيش فيه معنا كائنات مفترسة لا تعرف من أبجديات السياسة غير تحقيق المارب الشخصية .. فلو سألت أحدهم مثلا ، عن هذا الحال الذي نعيشه ، سيقول لك إن لي في السياسة كما للناس أماني كثيرة وبودي لو استطعت أن أبيع أماني الناس جميعها بأمنية واحدة أن أبقى مخلدا على كرسي المسؤولية حتى يرث الله الأرض ومن عليها .
فرسالتي لكم أيها الساسة ، تعلموا فن الكفاح من أجل أوطانكم، فتدهوركم الأخلاقي الذي جعلكم تستغلون الظروف الإنسانية الحرجة لتحقيقكم أرباحا كبيرة وتحسين وضعكم الاقتصادي في أقصر وقت ، لن يأخذكم لأبعد مكان، فارحموا من أعطوكم القوة لتعتلوا مناصب المسؤولية وتذكروا أن كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.
بقلم : أحمدو بنمبا