بدر شاشا
يُعد عيد الاستقلال في المغرب من أبرز المحطات الوطنية التي تجسد التضحيات والآمال العظيمة التي عاشها الشعب المغربي في سبيل تحقيق الحرية والسيادة. في الـ 18 من نوفمبر 1956، أعلن المغرب رسمياً استقلاله عن الاستعمار الفرنسي بعد سنوات من النضال الشاق والتضحيات الكبرى. يظل هذا اليوم شاهداً على وحدة الشعب المغربي وإرادته الصلبة، كما يعكس حب المغاربة العميق للوطن ولقيادتهم الملكية الحكيمة.
الحدث التاريخي: 18 نوفمبر 1956
بعد سنوات من الاستعمار الفرنسي الذي استمر منذ عام 1912، اندلعت الحركة الوطنية المغربية التي كان هدفها الأسمى هو التحرر من الاستعمار واستعادة السيادة. وقد واجهت هذه الحركة العديد من التحديات والمعوقات، لكن إرادة الشعب المغربي لم تتزعزع. كان الملك محمد الخامس رمزاً لهذا النضال، حيث قاد الشعب المغربي في مسيرة التحرير بكل شجاعة وحنكة. وفي 18 نوفمبر 1956، تحقق الحلم بعد أن توصلت الحكومة الفرنسية إلى اتفاق مع السلطات المغربية، مما مهد الطريق للإعلان عن استقلال المملكة.
احتفال الشعب المغربي بعيد الاستقلال
يعتبر عيد الاستقلال مناسبة وطنية ترفع فيها الرايات وتزدان الشوارع بألوان العلم المغربي، وتحتفل المدن والقرى في مختلف أنحاء المملكة. يعكس الاحتفال بالعيد الوطني الروح الوحدوية والتلاحم الذي يميز الشعب المغربي، حيث يشارك الجميع في الاحتفالات من جميع الفئات والشرائح الاجتماعية. ويشمل هذا اليوم تنظيم العديد من الفعاليات الرسمية والشعبية التي تعبّر عن الفخر بالإنجازات الوطنية، بالإضافة إلى استعراضات عسكرية وأعياد ثقافية وفنية تحيي التراث الوطني.
حب الملكية والتلاحم الوطني
في عيد الاستقلال، يتجسد بشكل واضح حب الشعب المغربي لملكه ووفاؤه العميق له. الملك محمد الخامس، الذي أصبح رمزاً للنضال والتضحية من أجل الاستقلال، وحفيدته الملك محمد السادس الذي يواصل مسيرة النهضة والتنمية، يمثلان محور الوحدة الوطنية. يشكل الاحتفال بعيد الاستقلال فرصة لتجديد الولاء للعرش ولتأكيد العلاقة الوثيقة بين الملك والشعب، والتي تعتبر أحد العوامل الأساسية التي ساهمت في الاستقرار والتطور الذي شهدته المملكة.
إن الروح الملكية في المغرب تعتبر محركاً أساسياً للمضي قدماً في مسيرة التنمية، حيث يشارك الملك بفعالية في جميع جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ومع مرور الزمن، أصبح المغاربة يرون في الملك ليس فقط رمزاً للوحدة، بل أيضاً قائدًا ملهمًا لتحقيق التقدم والازدهار.
حب الوطن والصحراء المغربية
لا يقتصر الاحتفال بعيد الاستقلال على الاحتفاء بتاريخ المغرب فقط، بل يتعدى ذلك ليشمل التعبير عن حب الوطن بأسره، بما في ذلك كل جزء من ترابه الغالي، وخاصة الصحراء المغربية. قضية الصحراء كانت وستظل جزءًا لا يتجزأ من هوية المغرب ووحدته الترابية. منذ استقلاله، دافع المغرب بقوة عن حقوقه في صحرائه وواجه التحديات والمناورات الدولية بحكمة وإرادة قوية.
وفي هذا الإطار، يظل المغرب ملتزماً بالبحث عن حلول سلمية وقائمة على الحوار لحل النزاع، مستنداً إلى قرارات الأمم المتحدة التي تعترف بسيادته الكاملة على صحرائه. ويظهر هذا الالتزام في احتفالات عيد الاستقلال التي تشمل، كل عام، التذكير بمسيرة تحرير الصحراء وتعزيز المواقف الثابتة للمملكة في هذا الصدد.
عيد الاستقلال في المغرب ليس مجرد ذكرى تاريخية، بل هو مناسبة تحتفل فيها الأمة المغربية بوحدتها وكرامتها. إنه يوم للتأكيد على أن التضحيات التي قدمها الشعب المغربي من أجل الحرية والسيادة قد أثمرت، وأن التلاحم بين الشعب والعرش هو أساس الاستقرار والتقدم. كما يعد مناسبة لتعزيز حب الوطن والإصرار على حماية كل جزء من أراضيه، بما في ذلك الصحراء.